تجولت في عدن فرأيت!!
تجولت في عدن فرأيت اسواق من كل اصناف المبيعات ..ملابس والذهب ومعارض ومولات وادوات التجميل ومحلات للعسل ومحلات مكيفات وثلاجات وغسالات وشاشات تلفاز وبطاريات ومحلات للجوالات ومدينه تعج بالبضائع مع بؤس وفقر كبير
وقفت اتأمل هذه المشاهد فوجدت القليل من المقتدرين يشترون ويدفعون ولا يبالون فيصعدون سياراتهم الفخمه واطفالهم بالنوافذ سعداء يحملون الملابس والالعاب
توجهت مكان اخر فوجدت اطفال وبنات صغار يفترشون اركان وزوايا المدينه يبيعون اللحوح والسمبوسه والباجيه والخبز
لفت نظري طفله حافية القدمين بدا من ملامحها التعب والارهاق عيونها حمراء ووجهها شاحب نحيله تلبس ثوب ممزق وتصيح لحوح لحوح
ابتسمت لها بكم اللحوح استقامت فرحانه وقالت كم ماتشتي..
تعجبت وقلت كيف على ما اشتي ؟
جلست حزينه وقالت الحبه200 ريال بس اصلا ياعم كلما سالني واحد السعر ماحد اشترى مني وبعدين قالت امي خلاص بيعي بأي سعر
قلت لها كم حبات في السله..
قالت 30 حبه ..
حسبتها بسته الف ريال..
يا الاهي طفله على الرصيف تتمنى تبيع بضاعتها حتا ب3 الف
يعني والدتها خبزت وعجنت وطبخت وتعبت وبالنهايه تريد ثلاثه الف
تفكرت ماذا ستقدم ثلاثه الف لهذة الاسره فلن تكفي شراء ثوب العيد للطفله..
قلت لها ايش رايك اعطيك ثلاثه الف ويوميا اشتي خمس حبات لحوح..
فرحت وقالت تمام بس لما برجع البيت باتشوف امي اللحوح كله موجود باتضربني باتقول من فين جبتي الفلوس..
قلت لها قولي واحد دفع مقدما ويوميا بعطيه خمس حبات لانه قال احيانا مايحصل لحوح
ضحكت وقالت اللحوح مايكملش شوف كم ناس يبيعو فرفضت وقالت لالا ياعم باتضربني امي
عزة النفس للفقراء وكرامة المعيشه وحسن التربيه..
فأخذت منها ما احتاجه
وانا مغادر توقفت فجأه سياره صالون لكس فيها رجل وثلاثه اطفال.. بجانبه قات وبضائع وملابس وسلل.وهدايا والعاب
من النافذه قال بكم اللحوح قالت بكم ماتشتي قال اشتي عشر حبات بألف ريال.. اللحوح قده رخيص بكل مكان موجود
جهزت الطفله اللحوح وانا زعلت قلت له الحبه بخمسمائه
قال ساخطا وانت ايش دخلك قلت اللحوح حقي وهذه طفله عابره وغمزت للطفله التي وقفت مبهوره لا تفهم ماذا يحدث..
غضب الرجل وقال طز فيكم وفحط..
فاخذت خمس حبات اخرى حتى لا تحزن واعطيتها السعر ..
الرجل سيارته ملانه بضائع وملابس والعاب وقات وهدايا لاتقل عن مائتين الف ريال وعند هذه الطفله المرميه على الرصيف لم يدفع الف ريال لخمس حبات لحوح
الحياه هذه غير منصفه فيها مظالم وسلوكيات بائسه والمجتمع لم يعد يفكر بمشاعر وانضباط
غادرت حزين ووصلت البيت وطالعت التواصل فوجدت ان المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي ومجلس البرلمان ومجلس الشورى والامم المتحده يقدمون الشكر الجزيل للسعوديه والامارات لدعمهم للمجالس وبرامج الاعمار والخدمات
وخبر ان البركاني سافر من عدن الى الرياض ويصرح التحرير سيكون من عدن موطن الحريات والسياده
وخبر اخر للانتقالي بإن قضية الجنوب لا مساومه فيها مهما رفض العملاء.. الجنوب شعب جبار شامخ ولن ينكسر
وتغريدات لاعلاميين ومواطنين يقولو شفتو كيف رصهم رص وتصفيق وهرج ومرج بعدك بعدك يازعيم
وتصريح لطارق صالح يقول اليوم حان تطهير اليمن من الحوثي ويشكر بن سلمان وبن زايد على دعمهم السخي
اقفلت التواصل واختمدت..
تبا لدوله وساسه واحزاب ورجال يعبثون بالناس ولا يبدون اي احترام ولا مشاعر آدميه تجاه البلاد والعباد
علي الهيج
