مقالات

( خطوات خارج قفص التجهيل ) خطوة (38)

شمسان بوست / مقال لـ: عبدالكريم سالم السعدي

        
(1) مازال البعض الجنوبي يمعن في تمزيق عُرى المجتمع الجنوبي سياسيا واجتماعيا خدمة لأحلامه الضيقة من خلال تكرار مفردات خطاب قد انكشفت أكاذيب مفرداته ولم يعد نافعا حتى للضحك على المغفلين اختياريا والمستمتعين بغفلتهم  ..

(2)
بات اليوم الحديث عن التفويض وعن مسرحيته وإخراجها الهزيل حديثا لايسمن ولايغني من جوع بعد ما افرزته احداث الأسابيع الماضية التي افضت إلى إعادة الامور في اليمن  إلى مشهد الشراكة (اليمنية) المُعلنة بتاريخ 22مايو 1990م.

(3)
كان الأجدر بالبعض الجنوبي ان يكرس جهوده لاقناع كفيله الإقليمي بضرورة السماح لهم بالعودة إلى الخلف خطوة لمحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه بدلا من ذهابهم إلى اعتماد سياسة رفع الأصوات بالاحتفالات الوهمية والموهومة والإكثار من الضجيج للتغطية على الضجيج الحقيقي الذي تصدره مؤخراتهم السياسية بفعل الضربات المتلاحقة على رؤوسهم والتي ظهرت أعراضها ونتائجها في قصر معاشق وفي كل أرجاء العاصمة الجريحة والمُختطفة عدن ..

(4)
مايحدث اليوم في عُرف وسلوك جماعة الانتقالي هو ذاته ماكان يحدث في عُرف وسلوك جماعة (الطغمة) التي حكمت عدن لمدة (اربع سنوات وشهرين وتسعة أيام) ثم أعلنت لاحقا عجزها عن مواصلة اختطاف الشرعية انذاك وذهبت لتسليم (ج ي د ش) طواعية لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء .

(5)
كانت جماعة (الطغمة) تحتفل كل عام في يوم الثالث عشر من يناير طوال اعوامها الأربعة الساعة العاشرة وعشرين دقيقة من خلال إطلاق صافرات الإنذار واجبار المواطنين على الوقوف في أماكنهم لمدة دقيقة حداد وهذا هو الإنجاز الوحيد الذي حققته تلك الجماعة في سنوات حكمها قبل إعلان فشلها والارتماء في حضن علي عبدالله صالح رحمه الله .

(6)
اليوم الخلف لهذه الجماعة ومن يرون في أنفسهم ومناطقهم ورثة للمُلك الضائع في مايو 90م مدعومين من قوى إقليمية طامعة يعلنون تمسكهم بهذا الإرث الاحتفالي فتراهم يحتفلون كل عام بالإنجاز الوحيد الذي حققوه وهو كذبة التفويض وحجز مقعد البديل لاسلافهم مرة أخرى على طاولة نظام علي عبدالله صالح والقادم بوجوهه الجديدة التي تتم عملية تمهيد الأرضية لعودتهم إلى الواجهة في هذه المرحلة .

(7)
بإفرازات مشاورات الرياض التي مثلت رحِما اصطناعيا لجنين تشكلت علقته ومضغته في بغداد ومسقط بات الوطن أمام واقعا جديدا تجرعته إلى الآن بعض النُخب المهترئة ولم تستسيغه القاعدة العريضة في المجتمع اليمني وظن معه البعض أنه قد حقق نصرا في معركته مع الفرقاء ممن يشاركونه الوطن ويرفضون نزقه الفردي والواحدي الأطماع فذهب ليحتفل بدلا من أن يقيم سرادق العزاء التي ينعي فيها نفسه أولا وقضيته ثانيا.

(8)
لو تخلى البعض المتنطع من الجنوبيين عن أحلامهم المحصورة مناطقيا في تصحيح هفواتهم ومنحوا عقولهم الفرصة للخروج من ازقتها المظلمة لادركوا أن كل مايحدث منذ العام 2016م حتى اللحظة هو عباره عن هزائم متلاحقة للجنوب وقضيته ولادركوا أن الكفن الذي تنسج خيوطه أيادي خصوم قضيتهم قد اصبح جاهزا لاحتواء اجسادهم المنهكة وعقولهم الفارغة إلا من الاطماع الضيقة ولذهبوا إلى نبذ ثقافة الاقصاء والقبول ببعضهم على أساس القواسم المشتركة.

(9)
كل الأطراف التي شاركت في صناعة المشهد الحالي سواء إقليمية أو محلية انطلقت من واقع بحثها عن مخارج لورطاتها السياسية والعسكرية ، فهل انطلق الجنوبيون المشاركون في هذا المشهد من الرغبة في ايجاد مخارج لهم من ورطاتهم السياسية والوطنية ايضا  ؟
لا أظن فاحتفالات البعض التي لا طعم لها ولا رائحة تؤكد أن معركة التمثيل التي فتكت بالجنوب وقضيته مازالت فصولها مستمرة للأسف وهي التي تجسدها جنوبا ملامح المشهد المُشوّه الجاثم في معاشق وماحولها في عدن الجريحة والمختطفة .

(10)
نعود لنذكر أن بقايا حزب (الطغمة) كان قد كابر ورفض المصالحة الوطنية الجنوبية خوفا من أن ينازعه إخوته المُلك فانتهى إلى مزبلة التاريخ ، واليوم المشهد يتكرر فالخلف يتخلون ايضا عن أهداف الجنوب لضمان قبولهم بُدلاء عن اسلافهم وممثلون في الشراكة اليمنية القادمة وصمتوا امام استبعاد  محافظات ومكونات جنوبية باكملها وتخلوا عنها خوفا من أن ينازعهم البعض المُلك وطالما تطابقت الأسباب والمقدمات فالنتائج حتما ستكون واحدة..

             عبدالكريم سالم السعدي
                  5 مايو 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار