(( خطوات خارج قفص التجهيل )) خطوة (40)
(شمسان بوست) كتب / أ.عبدالكريم السعدي
(1)
بعيدا عن المناكفات وبعيدا عن التعصب المكروه للبعض من المستفيدين أو المندفعين فئويا أو مناطقيا خلف مليشياتهم هنا أو هناك فالواقع يؤكد أن الوطن عامة مازال يواصل الغوص في مستنقع الفوضى والفشل في كل النواحي وسيبقى كذلك طالما واستمرت مؤسسات الدولة غائبة ومُحاربة وطالما واستمرت الكلمة العليا لتلك المليشيات والجماعات المسلحة خارج إطار الدولة.
(2)
يتعاطى الأغلبية من أبناء اليمن من غير المؤمنين ولا التابعين للمليشيات المناطقية والفئوية مع مجلس الإقليم القيادي من منطلق قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) ، وتبقى مصداقية هذا المجلس على المحك طالما بقي عاجزا عن تحقيق ما حيل بين الرئيس هادي وبين تحقيقه وهو هدف استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء حقبة المليشيات !
(3)
اي حديث لمجلس الإقليم القيادي عن الخدمات والتنمية وحل قضايا الناس وتحقيق مطالبهم هو حديث عبثي طالما بقيت المليشيات التي تدين بالولاء للأفراد الذين بدورهم يدينون بالولاء للاطراف الإقليمية ، ولن تتحقق مصداقية الحديث إلا بتسليم أعضاء هذا المجلس أمر جماعاتهم المسلحة إلى وزير الدفاع والداخلية والأمن في إطار مؤسسات دولة .
(4)
يبقى مجلس الإقليم القيادي مختل التوازن فاقدا للقرار طالما تمتع بعض أعضاءه بحماية قوى مسلحة وبقي البعض الآخر اعزلا ، وللوصول إلى توازن واستقامة لهذا المجلس فأما أن تتم عملية الفصل بين اولئك الأعضاء وجماعاتهم المسلحة وادماجهم في الإطار الوطني ، أو إيجاد قوى وطنية تدعم موقف من لا مليشيات له وتسند قراره فبدون ذلك ستبقى الغلبة للمليشيات.
(5)
أي حديث عن أي انتصار في أي معركة في ظل تعدد وتنوع المليشيات وتنوع وتعدد تبعيتها وخلفياتها ومصادر تلقي اوامرها هو حديث غير مجدي ، فلا إنتصار إلا بتوحيد كافة القوى المسلحة وتوحيد قرارها وتوحيد قيادتها وهدفها ، واي إنتصار يتحقق دون هذه الشروط وفي ظل هذا التشرذم سيكون مجرد انتقال للثقل والحضور فقط من مليشيا إلى أخرى وسيبقى الوطن في نفس دوامة المليشيات!!
(6)
افضت بعض الأخطاء والخطوات غير المدروسة إلى إنتصارات حوثية واضحة محليا واقليميا في الجولات الاخيرة ، ولكي نستعيد حالة التوازن ميدانيا وسياسا مع هذه المليشيا يجب توجيه الامكانات لخدمة المعركة مع هذه المليشيات وترك الانشغال بمحافظتي أبين وشبوة ، فهذه المحافظات في أيدي ابنائها من قوات الجيش الوطني الشرعية وهي الكفيلة بحماية خطوطها وطرقاتها وصيانة أمنها وأمن أهلها واي زعزعة للأمن فيها يعد خدمة مجانية تقدم للحوثي !!
(7)
لا تحتاج الألوية والقوى العسكرية الشرعية والوطنية المتمركزة في محافظتي أبين وشبوة إلى العنصر البشري ولكنها تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والدعم والتسليح ومنح الثقة للقيام بمهامها في المناطق المناط بها مهمة حمايتها ف جبهات القتال في تعز ومأرب والبيضاء والحديدة هي من تحتاج لدعم العنصر البشري في حال أصرت مليشيا الحوثي على مواصلة القتال ورفض دعوات السلام .
(8)
شهدت السنوات الماضية أخطاء متعددة من قبل القوى الإقليمية وادواتها المحلية ساهمت تلك الأخطاء إلى حد كبير في خدمة مليشيات الحوثي ، ولكي نتلافى استمرار تبعات تلك الأخطاء ومساوئها علينا التخلي عن العقلية التي انتجت تلك الأخطاء والتخلي كذلك عن إعادة صناعة المعارك الجانبية والغير وطنية والتي افضت إلى تلك المساوىء في عدن وأبين وشبوة وغيرها .
(9)
لكي تستقيم الامور وتؤكد النوايا صدقها واخلاصها على أعضاء رئاسة مجلس الإقليم القيادي تحديد مواقفهم بوضوح فأما أن يختاروا عضوية المجلس أو عضوية المليشيات خصوصا أن خطاب المرحلة يدعي للانتقال إلى الدولة ، فالجمع بين عضويتي المجلس والمليشيات هو كالجمع بين الاختين المحرم شرعا وهو في حالتنا هذه محرم وطنيا .
(10)
على مستوى الجنوب نحن لانحتاج إلى التسابق في التمدد المليشياوي المناطقي المنبوذ على حساب بعضنا البعض بقدر حاجتنا إلى فتح صفحة جديدة من الحوار الجنوبي الجنوبي البنّاء الذي يعود بنا جميعا إلى مربع الندية الحقيقية وليست الشعاراتية ولا الخطابية مع قوى الشمال التي تدير معركتها السياسية معتمدة على ظلام الزوايا المغلقة في العقلية الجنوبية.
عبدالكريم سالم السعدي
19 مايو 2022م