(( خطوات خارج قفص التجهيل )) خطوة (41)
شمسان بوست/ كتب/أ. عبدالكريم سالم السعدي
(1)
يجد المتابع نفسه في حيره من أمر دولتي التدخل في اليمن(الإمارات والسعودية ) ما الذي يُريدانه بالضبط من اليمن وهل فعلا جاء تدخلهما لكبح جماح إيران من التوسع في المنطقة ومجابهة الانقلاب الحوثي ولاستعادة مؤسسات الدولة في اليمن أم لأسباب أخرى ؟
(2)
آخر تقليعات دولتي (الإمارات والسعودية) العابث في اليمن انتجت (مجلس القيادة الرئاسي) !!
لا أحد يعلم إلى الآن لماذا جاء الأسم بهذه الصيغة (مجلس القيادة الرئاسي) ؟؟
لماذا مثلا لم يسمى (مجلس القيادة) أو ( مجلس الرئاسة) ؟؟
وهل تنازل الرئيس هادي عن الحكم أم أنه فقط فوض صلاحياته؟
وهل كان التفويض شاملا أم أنه تفويض ببعض صلاحياته لإدارة المعركة مع الحوثيين ؟؟
(3)
وإذا كان هذا المجلس قد مثّل قناعات الدولتين (السعودية والإمارات) بدرجة رئيسية فلماذا يتركانه يعاني حتى اللحظة عُسر الهضم السياسي الفظيع الذي يعصف به والذي أظهره ممزقا في أول إمتحان واجهه وهو (مناسبة توقيع الوحدة اليمنية) وبدا غير قادر على المجاهرة لا بالاحتفال بعيد الوحدة ، ولا بذكرى خطاب اشتراكيي (الطغمة) بفك الارتباط؟؟
(4)
لماذا تترك دولتي(الإمارات والسعودية) مجلسا بذلتا لإعلانه الكثير من الأموال وقدمتا لأجله الكثير من التنازلات في (بغداد ومسقط) يعاني صعوبة في التعبير عن ذاته في تبيان ماذا يُمثل ، وهل هو مجلس إمتداد لشرعية الرئيس هادي ، أم مجلس انتقالي ، أم مجلس إصلاحي ، أم مجلس حرب ، أم مجلس حكم ؟
وهل هذا المجلس يمثل خطوة أخيرة في مضمار العبث(الإماراتي السعودي) في اليمن أم أنه خطوة جديدة تفسح المجال لجماعة الحوثي(الإيرانية وفقا لخطاب الدولتين) لحجز موقعها في هذا المجلس إلى جانب قريناتها من الجماعات والمليشيات المسلحة التي تمثل مصالح دولتي( الامارات والسعودية)؟
(5)
هل تُعد خلافات أعضاء المجلس القيادي الإقليمي اليوم التي تشهدها أروقة قصر معاشق منطقية ومقبولة خصوصا أن هؤلاء الأعضاء قد قبلوا بالاوامر (السعودية الإماراتية) الصادرة إليهم والتزموا الصمت حين تم إملاء عليهم التوجيهات القاضية بالانضمام إلى توليفة هذا المجلس وتعهدوا بتهيئة الأجواء وتمهيد الأرضية لتنفيذ ما جاء هذا المجلس لأجله ؟
(6)
هل ظاهرة اعتكاف رئيس مكون الإنتقالي اليوم مؤشر قوة أم مؤشر ضعف ؟ وهل سيفضي هذا الاعتكاف في استعادة الجنوب إلى ما أفضى إليه اعتكاف السيد البيض سابقا في فك ارتباط الجنوب بالشمال مع (وقف التنفيذ) ؟!!!
ام أن هذا الاعتكاف يُعد مؤشر ضعف يكشف اكذوبة وحدة النسيج المناطقي في عدن ويفضح ادعاء واحدية القيادة وخضوع القوى المتصارعة في الجنوب لقرار مكون الانتقالي ورئيسه؟
(7)
هل تجاوز رئيس مكون الانتقالي الخطوط الحمراء بقبوله بمنصب نائب رئيس مجلس القياده الإقليمي دون الرجوع لشركاءه من المليشيات التي تنازعه السيطرة على الساحة الجنوبية؟ وهل سيستمر قرار الرجل ممزقا بين أبو ظبي وبين تلك المليشيات التي تنازعه الملك مناطقيا في عدن وضواحيها ؟ وهل يتجنب الرجل أخطاء قائده ويرضخ لدعوات المصالحة الوطنية الجنوبية دون اشتراطات لتجنب مصير ذلك القائد ؟
(8)
هل كان أعضاء مجلس القيادة الإقليمي يجهلون أنهم بتوقيعهم على إفرازات مشاورات الرياض قد قبلوا بالعضوية في إطار مجلس قيادة يمني (ليس جنوبيا ولا شماليا ) وان عليهم التعاطي مع الواقع كقيادة لليمن الواحد ؟ أم أن حرارة ليلة إملاء الأوامر (الإماراتية السعودية) كانت عالية جدا لدرجة تجنب معها هؤلاء كثرة الأسئلة لأسباب ذاتية ؟
(9)
هل سنشهد تحرك لرُعاة المجلس الإقليمي لإنقاذ مجلسهم هذا وبالتالي إنقاذ عدن وضواحيها من عبث جديد ومغامرة صبيانيه أخرى قد تفضي إلى اجتياح عسكري حوثي جديد لمناطق الجنوب وقد تؤدي إلى المزيد من الدمار والمعاناة للناس ؟ وهل ما يشهده المجلس القيادي الإقليمي من تجاوزات وصراعات واعتكافات يمثل إحياء لدعوة قديمة تطالب بتعدد القوى الإقليمية وتنوعها في هذه المنطقة؟
(10)
هل سيصمد السيد رئيس المجلس القيادي الاقليمي ومن معه من اعضاء مجلسه أمام موجة رفض قراراتهم وتحجيمهم أم أننا سنشهد سقوط آخر جديد لرئيس هذا المجلس وبقية أعضاءه بحجة الضغوط الإقليمية وبحجة دفع الضرر الأكبر بقبول الضرر الأصغر وبغيرها من الحجج التي لن تفضي في الأخير إلا إلى المزيد من الضياع للوطن وسيادته واستفحال قضاياه وإلى المزيد من التقزيم والتحجيم لهذا المجلس والسخرية منه ؟؟
عبدالكريم سالم السعدي
24 مايو 2022م