مقالات

ومضة ,,

شمسان بوست / د. سعيد الحرباجي

حينما يدعو الإسلام إلى التطهير الروحي , والإنطلاق من قيود الشهوات , فلا يعني ذلك أنَّه يدعو إلى كبت الدوافع الحيوية , وإزهاق الطاقات الحية لدى الإنسان …

كلا كلا …
إنما هو يدعو إلى أن يمتلك الإنسان قياد نفسه , فلا يكون عبداً لشهواته , ولا حيواناً مدفوعاً بنزواته …
والإرادة هي مفرق الطريق بين الإنسان والحيوان في المتاع قال تعالى :
(والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ).

فحينما يملك الإنسان زمام أمره …يستطيع أن يمنح نفسه حق التمتع بملذات الدنيا وطيباتها ,,

ذلك أنَّ طيبات الدنيا ليست مستقذرة كلها في عرف الإسلام , والرغبة في امتداد الحياة ليست سقوطاً يترفع عنه الإنسان , بل هي تتفق مع مشيئة الله في خلق الحياة ذاتها , وإنما يريد الله ترقية الحياة ..لا مجرد امتدادها .
ومن ثم فإن مهمة الإسلام أن ينسق الدوافع الحيوية في بنية البشر , مع الأشواق الروحية العميقة في الفطرة , ويصوغ من كلتيهما وحدة ..
لا تفريط فيها ولا إفراط , ولا صراع في داخلها ولا اصطدام ,,,
والدعوة إلى الاستمتاع بطيبات الحياة وملذاتها …تسير جنبا إلى جنب مع الدعوة إلى التسامي ..فينشأ بينهما صورة واضحة للاعتدال ,,

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار