مقالات

تسجيل الوزير الميسري المُسرّب الذي احيى الموتى!!

شمسان بوست/ كتب✍️ عبدالكريم سالم السعدي

تابعت ك غيري التسجيل المُسرّب للاخ معالي وزير الداخلية السابق احمد الميسري والحقيقة أنني كأحد المعاصرين للأحداث في الجنوب منذ انطلاقة ثورة الحراك الجنوبي وحتى اليوم لم اجد في التسجيل مايستدعي الاستغراب ، فقد احتوى التسريب على حقائق تؤكدها الاحداث وهذا طبعا للمتابع الحصيف والموضوعي اما المنقسمين على المكونات والمناطق والولاءات فمن الطبيعي ان يعلوا صراخهم في مواجهة هذه الحقائق المؤكدة والمؤلمة التي حواها هذا التسجيل.

لن اتناول كل ردات الفعل التي اثارها محتوى التسريب لضيق الحيز اولا ، ولأنها في أغلبها صدرت من أشخاص ومكونات وجماعات تنتمي إلى الطرف الذي كشف التسريب عورته بشكل مباشر أو غير مباشر ثانيا .

ما لفت انتباهي هو قوة حضور الاخ الميسري وتأثيره الكبير على الساحة والذي اكدته ردود الفعل الواسعة للكلمة الميسرية المسربة رغم علمي بأن الرجل قد آثر التواري عن الأضواء في تصرف قل ما نجده هذه الأيام من رجل دولة يرى أنه من الواجب منح المحاولات الفرصة لإخراج أبناء الجنوب من معاناتهم وتحريرهم من بين فكي كماشة أطراف صراع السلطة في عدن حتى وإن كانت تلك المحاولات لاترقى إلى مستوى تحقيق هذا الهدف .

كما أن مالفت نظري في وسط موجة ردود الفعل الواسعة التي حظي بها التسريب والتي أرى أنها قد فاقت وتجاوزت في تفاعلاتها خبر إعلان (المجلس القيادي لمشاورات الرياض) خصوصا في المناطق المنكوبة بفعل الإرهاب المناطقي والشللي في عدن وضواحيها هو أن هذه الكلمة المُسرّبة قد أحيت بعض الموتى واعادتهم إلى الحياة ولو بشكل غير مباشر ومنهم الاخ هاني بن بريك نائب رئيس مكون الانتقالي .

فالاخ هاني الذي بدأ حياته شيخ قرآن في (مجلس المقاومة الجنوبية عدن) خلف المحافظ نائف البكري مرددا كثيرا عبارة (سنعود إلى منابرنا بعد دحر الحوثي) هو ذاته الذي تخلى عن هذه العبارة لاحقا واستبدلها بعبارة أخرى هي : (لا جنوب ولا شمال بل هناك يمن وأن الخروج عن وليّ الأمر هو خروج عن إجماع الأمة) والتي رافقته طيلة فترة استمتاعه بمكرمة الرئيس هادي له (وزير الدولة ) .

جاءت كلمة الميسري لتخرج هاني بن بريك من الاجداث بعد أن أٌعلنت وفاته سياسيا واجتماعيا وحتى (تويتريا) بعد العك الغير منظم والغير راشد الذي خاضه مع بعض أصحابه والذي تمثل في إعلان التطبيع مع الصهاينة وغيرها من شطحات النفير والخطوات الغير وطنية التي أدت إلى التصادم الجنوبي الجنوبي وسفكت الدم الجنوبي والتي اوصلتنا في النهاية إلى معاناة اليوم الماثلة امامنا .

خلاصة القول : ان التسجيل أثبت عدة حقائق أولها وأهمها الحضور القوي الذي مازال يتمتع به الوزير احمد الميسري في أوساط أبناء عدن والجنوب عامة ، وثانيا أظهرت حالة الرهاب التي تصيب ادعياء السيطرة مناطقيا على عدن وضواحيها والتي تنتابهم كل ما ظهر الميسري أو غيره من الوطنيين في واجهة المشهد ، كما أن هناك حقيقة لاتقبل المساومة اكدتها هذه الكلمة وردود الأفعال حيالها وهي أن الجنوب لن يكون ولن يتحقق إلا بتوافق كل أبناءه من خلال مؤتمر وطني جنوبي على طاولة مستديرة .

عبدالكريم سالم السعدي
18 يونيو 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار