وخز الضمير ..| كتب د. سعيد سالم الحرباجي
وخز الضمير…
بعيني رأيت الذئب يحلب نملة *** ويشرب منها رائباً وحليباً
يُنسب هذا البيت إلى ابي الطيب المتنبي رحمه الله ,,
وأما سبب قوله , فقيل إنَّ امرأةٌ ضعيفة كانت تبيع السمك في احدى أسواق الكوفة ,
فأقبل عليها رجل تتبدى عليه آثر النعمة , ويمشى مختالاً يتمايل جسمه لحماٌ وشحماٌ ..ففرحت المسكينة لأنها ظنت فيه خيراٌ , وأنه سيكرمها ,,
فطلب منها أن تزن له كم رطلاٌ وحددت له السعر ,,
فاذا به يأخذ السمك ويرمي لها بصورة مغرفة عدة دراهم أقل من قيمة السمك بكثير ,,
فصاحت المسكينة , فما كان منه إلا أن ركلها وألقاها على الأرض وولى مدبرا غير عابه بها وبصراخها..
فرأى المتنبي ذلك المنظر..
فأنشد هذا البيت الغريب المبنى الغزير المعنى ,,
إذ أنى لذئب أن يحلب نملة ؟؟!!
فهل ياتُرى حال تلك المرأة .. تنطبق على حالنا نحن اليوم في اليمن ؟
نحن الذين ظننا أنَّ التحالف عندما أقبل علينا .. قد أقبلت علينا البركات والخيرات , والرحمات..
فاذا بحالنا .. كحال تلك المرأة المسكينة , وإذا بالتحالف
يَرْكُلنا ركلات وركلات وركلات ,,
وإذا به يولي مدبراٌ غير عابه بما نعانيه , ونتألم منه ,,
وإذا هو ذئب غادر , إراد حلب نملة مسكينة !!
قبحك الله من ذئب غادر
ولك الله أيها الشعب العظيم,,,