((خطوات خارج قفص التجهيل)) خطوة (42)
شمسان بوست / كتب : عبدالكريم سالم السعدي
(1)
مازال خطاب مكون الانتقالي وقياداته يفتقد إلى الجرأة في الخروج من مخبأه ومواجهة الاستحقاق الجنوبي المتمثل في الحوار الجنوبي الجنوبي الندي القائم على الولاء للوطن والمتخلي عن الاستقواء بالخارج .
(2)
لم يحمل الخطاب المؤجل لرئيس مكون الانتقالي أمام جمعية احمد بن بريك اي جديد سوى أنه افصح عن الشعور بالخطر الذي يهدد حلم الإنتقالي في الوكالة على الجنوب والذي يخوض معركتها منذ العام 2009م بمسميات شتى بدأت بمسمى(شرعية علي البيض) ولن تنتهي بشرعية مكون الانتقالي .
(3)
أظهر الخطاب حالة الصراع التي يعيشها مكون الإنتقالي والتي باتت لاتخفى على أحد فهاهو نائب الرئيس هاني بن بريك أُخرج دون مقدمات ولا بيان توضيحي يحترم عقول اتباع الانتقالي ولا حتى تعليق من قيادته وهو الأمر الذي يؤكد حالة الصراع المستفحل بين مجموعة قيادة مكون الانتقالي الفاعلة وليست الخاملة .
(4)
بدأ احمد بن بريك رئيس الهيئة الوطنية للانتقالي رافضا خطاب رئيسه من خلال رده المباشر على كلمة الزبيدي التي كانت عباره عن مداخله غارقة في مفردات التودد لكل الأطراف وتدحدرت مفرداتها إلى حد الاستجداء واجتهد كاتبيها أن تبدو متسامحة داعية إلى إتاحة الفرصة لمن قبلوا باستقطابهم وذلك لرصهم في إطار هياكل مكون الانتقالي .
(5)
ظهرت كلمات احمد بن بريك رافضة تودد رئيسه ومؤكده لحالة الصراع ولم يجد أمامه متننفسا لافراغ شحنة الرفض عنده إلا من خلال الهجوم على الرئيس هادي الذي كان له ولقراراته الجمهورية الفضل الأول والاخير لوصول بن بريك وجماعته إلى ماوصلوا إليه ووصفه براس الافعى !!
(6)
بدأ خطاب رئيس مكون الانتقالي كالعاده مهزوزا متخليا عن أبسط واجباته تجاه عدن واهلها وماجاورها من مناطق يدُعي خطابه وخطاب منظريه (المُرهقة افكارهم) أنه يسيطر عليها وأنها تحتكم له ولجماعته ، وهذه المره نقل المسؤلية من على كاهل الرئيس هادي إلى كاهل العليمي ومجلس قيادته الذي يعتبر مكون الانتقالي أحدهم !!!
(7)
مازال خطاب الإنتقالي يدور في فلك الدعوات للتبعية فهاهو يتحدث عن مشروع تشكيل (الوفد التفاوضي) وهو المشروع الذي سبق وتم طرحه ولم يلقى أي قبول لدى قوى الجنوب التي اعتبرته حينها ومازالت تعتبره محاولة من محاولات تجاوز استحقاق الحوار الجنوبي الجنوبي الندي والالتفاف عليه .
(8)
مازال خطاب مكون الانتقالي يصر على ربط هدف استعادة الجنوب بضرورة وجود عناصره على رأس الممثل الجنوبي ، فهاهو خطاب اليوم يكرر هذا المطلب وينسف دعوات الحوار والانفتاح على الآخر التي حملها خطاب الزبيدي حين يقترح أن يتشكل وفد تفاوضي للتحدث بأسم القضية الجنوبية ويشترط ان يكون مكون الانتقالي على رأسه .
(9)
القضية الجنوبية لاتحتاج اليوم إلا لقناعة أبناء الجنوب بأنهم فعلا قد غادروا مربع صراعاتهم البينية المناطقية والقبلية والشللية وأنهم باتوا يؤمنون بأن الجنوب لكل أبناءه فعلا وليس خطابا ، وهذا لن يتحقق إلا من خلال القبول بمؤتمر حوار جنوبي على طاولة مستديرة لا قوامة لأحد فيها على أحد !!!!
عبدالكريم سالم السعدي
22يونيو 2022م