((خطوات خارج قفص التجهيل)) خطوة (43)
شمسان بوست / مقال لـ : عبدالكريم سالم السعدي
(1)
بدء موسم جديد للحديث عن الحوار الجنوبي الجنوبي ونتوقع أن لاتختلف ثمار هذا الموسم عن ثمار المواسم السابقة لنفس الحديث خصوصا أن البدايات مازالت متشابهة من حيث إملاء شروط القوامة ، واحتكار لجان الحوار ، ورفض الإفصاح عن تقارير عمل لجان المواسم السابقة ، واحتكام المرجعيات للاستقواء بالمال والسلاح الاقليمي.
(2)
فكرة الحوار ووظيفته لا أحد يعترض عليها ولكن هناك قواعد وأسس ومرجعيات سياسية وقانونية يجب ان يقوم عليها أي حوار اهمها الندية ، والتماثل ، والالتزام بالمخرجات، والاعتراف أن هناك معضلة قائمة تتطلب الحوار حولها لتجاوز تبعاتها.
(3)
من الطبيعي عند الإقدام على تبنّي دعوة جديدة للحوار في أي جانب من الجوانب الحياتية أن تكون هناك مقدمة تتحدث عن نتائج الدعوات السابقة لنفس الهدف ، والى أين وصلت تلك الدعوات ، وماذا حققت ، وماهي العراقيل التي اعترضت عملها ، وهل الدعوة الجديدة ستبدأ من حيث انتهت آخر دعوة أم أن الحوار سيبدأ من الصفر .
(4)
قبل الحديث عن أي حوار جنوبي نحتاج إلى الارتقاء بخطابنا اخلاقيا وسياسيا من خلال عدم توظيف هذا الخطاب للعبث بمشاعر البسطاء من أبناء الجنوب المندفعين بصدق خلف قضيتهم ومطالبهم المشروعة وذلك عبر الترويج لاكذوبة التمثيل الجنوبي خصوصا بعد ان تجلى على الواقع البون الشاسع بين فعل الانتقالي وبين أهداف قضية الجنوب.
(5)
لا احد يعادي مكون الإنتقالي طالما التزم هذا المكون بحجمه الطبيعي في الساحة ولم يتجاوز حدوده في التعدي على الإرادة الجنوبية ، وسياسة الاستعطاف والمسكنة السياسية والعزف على عواطف البسطاء لن تفضي بالجنوب إلا إلى وجه آخر من أوجه الشمولية القبيحة ، فانتزاع الدعم الشعبي برفع الوعي افضل بكثير من خلق التبعية بالتحشيد المناطقي والقروي وخطاب دموع التماسيح.
(6)
الحديث الذي يروّج له بعض (موظفي) التنظير الجنوبي والذي يقوم على أساس هش وهو أن من يُعادي مكوّن الإنتقالي فهو إنما يعادي الجنوب وقضيته هو حديث مستوحى من حديث آخر ردده ذات يوم نفس المنظرون وهو أن (كل الشعب جبهة قومية) وهي أحاديث منسوخة سياسيا نسفتها تجارب الواقع وحال الجنوب اليوم خير شاهد على انها منسوخه.
(7)
يقول الواقع أن مكون الإنتقالي اليوم بات شريكا في مجلس القيادة اليمني وهو موقع بإمكان الإنتقالي خدمة أبناء الجنوب من خلاله ليس ببيع الوهم ولا بالحفاظ على وضع رجل في السلطة وأخرى في الثورة ، ولكن بالعمل على بناء نواة مؤسسات الدولة في مناطق الجنوب المحررة وعدم إضاعة فرصة جديدة متاحة لخدمة ابناء الجنوب وقديما قالوا (صاحب بالين كذاب)!
(8)
تعاني المكونات الجنوبية بشكل عام من سيطرة المال عليها وعلى قرارها وتوجهاتها فمن يمتلك المال هو المسيطر على واجهة المشهد وقراره حتى لو لم يعي أبسط ابجديات السياسة ، ولهذا يلاحظ المتابع التخبط الكبير في الساحة الجنوبية وغياب الرؤية السليمة والخطاب الوطني المتزن المحافظ على استقلاليته وهذا ناتج عن احتجاز العقول وتكبيلها في زوايا مظلمة اختارها لها سياسيو المال !!
(9)
الحوار سلوك يقوم على أساس الإعتراف بالآخر وحقه في التنوع والاختلاف، وللحوار ضوابط ونظُم وله أهداف يسعى لتحقيقها ومرجعيات يحتكم إليها، واي دعوة للحوار تحركها شروط مسبقة تتحول إلى دعوات استقطاب ، وكل دعوة للحوار لاتقوم على المساواة بين اطرافها هي دعوة للتبعية وليس للحوار المفضي إلى الشراكة.
(10)
جراحات الجنوب غائرة ولن تداويها الشعارات ولا التنظيرات القائمة على حديث الحق (الإسلام يجُب ماقبله) الذي يريد البعض توظيفه للباطل ، فجميع الهرطقات التي لوثت صفحات تاريخ الجنوب وتاريخ اليمن قبل وبعد الوحدة لم تنجح في أن تجُب ماقبلها لأنها باختصار لاتحركها عقيده ولايعتنقها انبياء ، فلنعود ادراجنا ونقر أننا بشر خُلقنا من ضعف لنستطيع مواجهة واقعنا !!
عبدالكريم سالم السعدي
26 يونيو 2022م