مقالات

((خطوات خارج قفص التجهيل)) خطوة (44)

شمسان بوست / كتب – عبدالكريم سالم السعدي

(1)
بمباركة بعض الأطراف المستفيدة مازال مكون الإنتقالي يقود حملة إبادة ضد أبناء عدن وماحولها ، فالانتقالي الذي قبلت قيادته أن تكون جزء من مجلس القيادة المفوّض عادت مرة أخرى لممارسة عادتها الانفصامية لتعمل على تعطيل عمل هذا المجلس ورفض تنفيذ الاتفاقات التي قبلوا بها في الرياض والتي يأتي في مقدمتها تطبيق الشق الأمني والعسكري لاتفاق الرياض ودمج المليشيات المسلحة في إطار قوات نظامية دفاعية وأمنية تخضع لمؤسسات الدولة ..

(2)
عادة التعطيل بأثر رجعي ليست جديدة على من يسيطرون على قرار مكون الإنتقالي فقد مارسوها مع حكومة بن دغر وقبلها مع الرئيس هادي الذي هللوا لقراراته الرئاسية التي نقلتهم من رؤساء عصابات وقُطّاع طرُق ونكرات إلى وزراء ومحافظين وقاده عسكريين وأعلام وحين فشلوا في أداء وظائفهم وعجزوا عن إقناع اتباعهم من المُستغفلين بتنفيذ الاشتراطات التي تعهدوا بها للطرف الآخر ذهبوا لممارسة الحصار على أبناء عدن وماحولها وتعطيل الحياة وتدمير ماتبقى من هامش البنية التحتية كسلاح للمساومة.

(3)
لقد أٌسقط من أيدي المليشيات المسلحة في عدن والتي يشكل مكون الإنتقالي جزء منها خيار توظيف الأسلحة المكدسة في مخازنها والجماعات المناطقية في عدن لخدمة أحلامها في اغتصاب التمثيل الجنوبي بفعل التنازلات المتكررة ولأن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى قرار مسؤول ومستقل وهي الصفات التي يفتقدها مختطفوا قرار مكون الإنتقالي والمليشيات المجاوره له وأمام هذا الواقع اتجه الجميع إلى تحويل أبناء عدن إلى دروع بشرية وتحويل احتياجاتهم اليومية إلى أسلحة بديلة .

(4)
على مُختطفي قرار مكون الإنتقالي الاعتراف بأنهم قد فقدوا القدرة على مجاراة التطورات السياسية المتسارعة وتاهوا في دهاليز التنازلات التي قدموها نكاية بالقوى الجنوبية الأخرى التي تختلف معهم ويرون فيها تهديدا لحلمهم في الزعامة والانفراد بشرعية التمثيل الجنوبي .وعليهم الرضوخ لدعوات الجنوبيين بتشكيل جبهة وطنية عريضة متحررة من رغبات وأحلام وأمراض القوامة وذلك لمحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه .

(5)
لقد بات أمام الجنوبيين خيار واحد لإنقاذ مايمكن إنقاذه ولوقف عمليات المتاجرة بالجنوب وقضيته والتي يمارسها مختطفوا قرار الإنتقالي والتي لايجنون منها إلا الفشل المتلاحق الذي يضر بالقضية الجنوبية على المديين القريب والبعيد وهذا الخيار يتمثل في الإعلان السريع عن جبهة وطنية جنوبية عريضة تشمل كافة المكونات والقوى الجنوبية دون استثناء.

(6)
أن خيار الجبهة الوطنية الجنوبية العريضة هو قارب النجاة للقضية الجنوبية للخروج من الوحل الذي انتجته سياسات مختطفوا قرار الإنتقالي تلك السياسات التي فرضتها معركة التمثيل التي خاضها ومازال يخوضها هؤلاء في مواجهة رفاقهم في القوى الجنوبية الآخرى والتي تقوم على مبدأ الإكثار من تقديم التنازلات لتحقيق المزيد من المكاسب المناطقية وغير الوطنية.

(7)
لقد ثبت بالدليل القاطع فشل المليشيات في عدن بما فيها مليشيا الانتقالي على جميع الصعُد ، وتجلى ذلك الفشل في عجز تلك المليشيات عن القيام بدور الدولة وعجزها عن المحافظة على استقلالية قرارها ومصداقية خطابها الذي يتبنى في ظاهره شعارات الثورة ويمارس في واقعه ثقافة (الحبو) إلى أحضان السلطة ، وبهذا تكون تلك المليشيات قد اقامت الحُجة على نفسها بضرورة تنّحيها جانبا وإفساح المجال لوجود الدولة ومؤسساتها!!

(8)
لقد آن الأوان للتيار الذي أطال الصمت في مكون الإنتقالي والذي يقر بفشل هذا الكيان وبمناطقيته المقيتة ليلا ونهارا والذي يكثر أعضاءه من التذمر تجاه الممارسات العنصرية ضدهم ، آن لهم أن يضعوا حدا لسلبيتهم وأن يقدّموا مصلحة الوطن وأهداف ثورته قبل هدف التحصيل المادي بأن يرفعوا أصواتهم للمطالبة بجبهة وطنية عريضة يتساوى فيها الجميع وتنتهي فيها أحلام القوامة ومعها تنتهي معاناتهم.

(9)
( احترام الإرادة الجنوبية يتطلب تقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة والتطلعات الفردية والمناطقية)..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار