مقالات

السر وراء دعواتهم المتكررة لاقتحام قصر المعاشيق .

شمسان بوست /كتب – محمد حسين المنصوري

لم يكن قصر المعاشيق يوما من الايام في قوة ومناعة قصر الأليزية ولا يمتلك هيبة وقوة القصور البلشفيةفي القرون الماضية لكي تهدد بعض المكونات السياسية مرارا وتكرار باقتحامه واسقاط سلطته ،،،،
فقد شهد قصر المعاشيق اقتحامات كثير ومتكررة لم ينتج عنها الا مزيدا من المواجهات والكوارث والدماء البريئة وتعطيل للعمل المؤسسي وسقوط هيبة الدولة ،،

ثم ان مجلس الرئاسة لايحتاج لانتفاضة شعبية لاقتحامه خاصة اذا علمنا ان القوة او بالاصح الافراد الذين يحرسون مقر الرئاسة تتبع وتدين بالولاء للجهات ذاتها التي تدعوا لاقتحامه ..

فمعروف ان الأخوان في الانتقالي هم من يدعون لاقتحام قصر المعاشيق ولكن ماهو سر وراء هذه الدعوات وتحريض الشعب لاقتحام قصر معاشيق ؟ او قصر معاشق اذا انصفنا في التصحيح اللغوي …ونحن نعلم جميعا ان الانتقالي يمتلك قوات تستطيع احتلال قصر الرئاسة في اقل من 24ساعة ولكن اراد ان يكون الاقتحام شعبي وليس عسكري لكي يوصل رسالة للعالم مفادها ان الشعب الجنوبي يقف خلف عيدروس الزبيدي ومجلسه الانتقالي ،،

قبل ذكر الاهداف الخمسة .

اسمحوا لي ..
لنعود بالذاكرة قليلا للإقتحامات السابقة التي نظمها المجلس الانتقالي لقصر المعاشيق والتي نفذها انصاره تحت مسميات شعبية كثيرة .. كان اولها الهبة الشعبية التي استهدف فيها المتظاهرون قصر المعاشيق واخراج الرئيس هادي منه . والتي كان نتيجتها سقوط عدن بيد الحوثيين
ثم تلتها هبه ثانية دعا اليها نائب رئيس المجلس الإنتقالي هاني بن بريك والتي ادت الى عزلة عن المشهد السياسي .

وتلك الهبة التي تم استغلال فيها الشعب ومحبتهم للقائد الشهيد ابو اليمامة لدرجة انه تم وبشكل غريب اختيار مقبرة القطيع ليوارى فيها جثمانة ثم بحبكة درامية يتم فيها استهداف جموع المشيعيين ودفعهم واستغلال غضبهم ودفعهم نحو قصر المعاشيق ،،،

ولكن في هذه المرة تأتي بإصرار من عيدروس الزبيدي نفسه او كما يحب ان يسمية انصاره الرئيس القائد او الزعيم ،، ماعلينا من المسميات فهي كلها على غير مسمى ونرجع لموضوعنا الأساسي ونسأل انفسنا مالذي يهدف اليه المجلس الانتقالي من وراء دعوته الغير معلنة لاقتحام قصر المعاشيق علما ان الهبات والانتفاضات والاقتحامات السابقة لم تأتي بمردود على المستوى الشعبي صحيح انها اسقطت كل مفاصل الدولة ومؤسساتها تحت سلطة الانتقالي الا انه (لم يستطع) ادارة اي مؤسسة او توفير الخدامات للشعب وحتى نكون منصفين فمن المعيب ان نتهم الانتقالي بعدم الإستطاعة ولكن العبارة السليمة هو ان نقول انه (لايريد ) وبين الإستطاعة وعدم الارادة تقف دوافع وتتعطل مصالح كثيرة محلية وخارجية والتي اوصت هذه الاطراف عملاءها في ان اي عودة للحياة واي تفعيل للعمل المؤسسي والخدمي في عدن لن يكون في صالح الانتقالي وداعميه الاقليميين لذلك فهو حريص على تعطيل كل عمل خدمي

ولكن هذه المرة ارى ان الانتقالي
يهدف من وراء تحشيده الشعبي لاقتحام مقر الرئاسة في قصر المعاشيق الى عدة اهداف نجملها على النحو التالي

الهدف الأول :
اسقاط هيبة الدولة ، فمعلوم ان مجلس القيادة الرئاسي وفق خطواته الاخيرة وتحركاته الاقليمية في عدد من الدول العربية اصاب المجلس الانتقالي في مقتل وشل حركته وهمش دوره خاصة اذا علمنا ان رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي اكتسب من خلال رحلته المكوكية في عدد من الدولة تأييد رسمي ودعم كبير لمشروعة الاصلاحي
وللعلم ظهرت منشورات تابعة للأنتقالي تتهم فيها الدكتور رشاد العليمي بقضايا فساد
القصد منها تشويه سمعته واسقاط شعبيته تمهيدا لاسقاط سلطته الرئاسية .

الهدف الثاني .
هتاك مجموعة من القرارات و المصالح التي اراد المجلس الاتتقالي تمريرها على مجلس الرئاسة تخدم في مجملها توسعة سيطرة الانتقالي الا انها كلها ووجهت بالرفض
منها استصدار قرارات بتكليف قوات الجيش بالسيطرة على المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة (حزب الاخوان ) _كما يقولون _ ..ويقصد بذلك المناطق الواقعة تحت سلطة قوات الشرعية والجيش الوطني في المنطقة الوسطى.وغيرها

وكذلك محاولة الانتقالي استصدار قرارات رئاسية يكلف فيها المجلس الانتقالي
بإدارة ملف الجنوب بعيدا عن مجلس القيادة الرئاسي .

الهدف الثالث .
بالإضافة لذلك يهدف المجلس الانتقالي ومن وراء الحشد الجماهيري نحو قصر المعاشيق
الى هدف مهم جدا بالنسبة للانتقالي وهو اخراج مجلس القيادة الرئاسي بجميع نوابه ولا يبقى منهم احد باستثناء النائب عيدروس الزبيدي اليقوم هو ولو بشكل رمزي بتولي مهام مجلس القيادة الرئاسي وهو بهذه الطريقة يحقق الهدف الذي عجز عن تحقيقة عبر مجلس القيادة الرئاسي بتولي شؤون الجنوب ليقوم نيابه عن الكل باصدار توجيهات رئاسية للتخلص من معارضيه الجنوبيين

الهدف الرابع
كثير من المراقبين يقولون ان عيدروس الزبيدي فقد شعبيته في الأونة الأخيرة في الشارع الجنوبي بسبب وجودة في المجلس الرئاسي الذي جاء _حسب قول مناصرية _ على حساب مهامه في المجلس الانتقالي الجنوبي . ويهدف من وراء اسقاط المجلس الرئاسي الى استعادة هيبته وسيطرة الانتقالي على الجنوب دون الحاجة لوجود المجلس الرئاسي في عدن الذي انتزع صلاحيات عيدروس الزبيدي كرئيس سلطة امر واقع على مفاصل الدولة في عدن وماجاورها .،،،

الهدف الخامس

وهذا الهدف بالطبع خارجي وهو يخدم دولة الإمارات التي رأت ان المجلس الرئاسي يعمل بجدية نخو استعادة الدولة ودور مؤسساتها وهذا يتنافى مع اهداف وسياسة الامارات التي ترى ان بقاء جنوب اليمن منطقة هشة ومتصارعة سيمهد لها الطريق نحو احتلال مناطق الجنوب والسيطرة على الجزر والموانئ والمطارات بكل سهولة

هذه هي اهداف الانتقالي ومن وراء تحشيده الجماهيري لاسقاط قصر المعاشيق .

لكن السؤال الذي يحيرني اين سيكون الرئيس عيدروس الزبيدي حينها هل سيكون في قصر المعاشيق مع بقية قيادات المجلس ام سيكون في الخارج الى ان تنتهي المواجهات ثم يدخل دخول الفاتحين ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار