لاأعتقد أن الوتيرة البطيئة التي يمضي بها حاليا مجلس القيادة في خطوات التعبير عن نفسه لها علاقة بالمهمة الإستثنائية لمواجهة الحوثي “السلام او الحرب”، والتي جعلها المجلس عنوانا لمشروعه السياسي !
لاأعتقد أن الوتيرة البطيئة التي يمضي بها حاليا مجلس القيادة في خطوات التعبير عن نفسه لها علاقة بالمهمة الإستثنائية لمواجهة الحوثي “السلام او الحرب”، والتي جعلها المجلس عنوانا لمشروعه السياسي !
ما يبدو عليه الأمر – في رأيي – هو توجه المجلس إلى إعادة رسم الواقع السياسي والعسكري بالمناطق المحررة، أو بمعنى أخر تهيئة المناخ والأرضية في مناطق سيطرة التحالف وإعدادها للإنخراط في العملية السياسية المزمعة لتسوية الأزمة باليمن .
مهمة وقف الحرب وإرساء السلام ستكون مهمة الإقليم المباشرة مع الحوثيين، ودور مجلس القيادة الحالي خلالها دور ثانوي أو بالأصح “دور شكلي”، فيما ستتجلى لاحقا مهمة ودور مجلس القيادة لتبدو أكثر وضوحا وتعبيرا عن نفسها فقط أثناء مفاوضات الحل السياسي .
( محمد الثريا )
تأكيد رفض المشروع الحوثي تترجمه الأفعال على الأرض، وليس الخطابات الفارغة من خارج أسوار الوطن .
وللذين يتحدثون من بعيد عن “عدم قبولهم ولاية الحوثي حتى لو أتفق معه العالم أجمع”، نقول : مقاومة من الخارج بلها وأشرب ماءها ..
يمارس الخارج دوره منذ سنوات في تكريس وشرعنة المشروع الحوثي تحت يافطة الحل السياسي القائم على سلطة الأمر الواقع، بينما لايمتلك عديد المنتفعين تحت مسمى مقاومين أو ممانعين لسلطة الحوثي سوى قفزة تصدير الخطاب العاطفي رفقة كل منعطف تخطوه قدما الصراع باليمن، ربما أملا منهم بتعطيل مشروع الحوثي عن بعد، لعلها تقنية مقاومة جديدة، من يدري؟!!
هؤلاء على أي أساس يطلقون مثل ذلك الخطاب؟ ومن هو المخاطب في تصورهم الذي قد يبتلع مثل تلك الأحاديث؟
ألا يخجلون، هوية وطنهم تسلخ، وهم يخبرون الناس نكتا سياسية لاأكثر؟
( محمد الثريا )
لاشك أن أي خطوة تهدف إلى تحسين أو تطوير خدمة ما تظل دائما محل ترحيب من الجميع، لكن ما نشهده مؤخرا من تسابق لشركات الإتصالات نحو تحسين خدمة النت 4G في عدن وبعض المحافظات وفي هذا التوقيت تبدو حقا خطوة مثيرة للإستغراب .
وبعيدا عن التنافسية والربحية الخيالية في هذا النوع من الخدمات الا أن طارئ الأمر وحده لايكاد يخفي بعدا أخرا يمكن الشعور به في ثنايا تلك الهرولة المفاجئة نحو توفير خدمة لاتقارن بأهمية خدمات أخرى أكثر حاجة في توفيرها للمواطن والبلد عامة .
( محمد الثريا )
كم من الوقت يحتاجه مجلس القيادة لفهم حقيقة أن مهمة المجتمع الدولي ليست لترويض الحوثيين في قالب سياسي تمهيدا للسلام، وأن ما يجري حوله الان ليس سوى إستمرارا لمهمة إعداد الجماعة الحوثية وتأهيلها كمشروع فوضى متجددة، وأن تلك المهمة قد لن تقف إلا عند إقناع الجميع بضرورة تطبيع العلاقة مع كيان الحوثيين والقبول بواقع جديد (واقع دولة داخل الدولة)؟
لكن، ومع إفتراضنا بإدراك المجلس لتلك الحقيقة سلفا، فإن الحقيقة الأخرى التي ستتجلى هنا هي أنه دونما إمتلاك المجلس لقدرة فرض واقع مغاير وإفتقاره لمقومات تعطيل المشروع الحوثي، فالغالب والمؤسف حينها أن الأمور ذاهبة لامحالة إلى لبنان أخرى وهو ما حذرنا منه سابقا .
– فما الذي قد يخبرنا به مجلس القيادة الرئاسي اليوم إزاء كلا الحقيقتين أو حتى إحداهما؟
( محمد الثريا )
كان مجرد تعبير عن فترة مؤلمة مضت، لكن يبدو أنه التعبير الذي سيبقى ملازما لفترات قادمة من واقع هذا البلد والاقرب وصفا لأحوالها الراهنة، من ذكريات الصفحة ..
عنترة بن شداد :
ولولا الهوى ما ذلّ مثلي لِمثلهِمُ
ولا خضعت أُسْدُ الفلا للثعالبِ
وعلى ذلك، نقول نحن :
ولولا الأهواء ما أنَحنَتْ شمائلنا لُقبح شملهم
ولا دنى صقر الْعروبة يومٌا لغراب المقالب
لعبت أهواء النخب السياسية باليمن الدور الأكبر في تعقيد الأزمة وإستمرار الصراع، وهو الأمر الذي جعل بلدا عزيزا كاليمن يتحول الى كانتونات ذليلة تستجدي فتات الجوار وتتغنى بفضائله كل ليلة .
( محمد الثريا )
وجدت الرباعية أن أفضل وسيلة لإطالة أمد الصراع باليمن وضمان تحقيق أجنداتها هي إستثمار العقول البليدة لدى قيادات الداخل المتباين بعد أن تحال إليها مهمة تصدر المشهد السياسي، وهذا ما حدث فعلا منذ سنوات ولازال يحدث .
لم تكن عواصف الخلاف الداخلي والحرص على تغذيته أمر سهلا للوصول إلى واقع هيمنة الوصاية الخارجية وتحكمها بجميع تفاصيل مشهد الصراع وبالتالي مصير البلد والشعب لولا مساعدة تلك العقليات الجاهلة ودورها في توطين مشاريع الخارج بدلا من سعيها إلى التقارب والتنادي نحو مشروع إستقرار واحد يضمن لها قدرة حسم الحرب والجلوس بعد ذلك للحوار حول إطار سياسي معين يحدد شكل الدولة وسلطاتها، وبما يلبي معه جميع إستحقاقات الداخل بصورة عادلة ومسؤولة .
( محمد الثريا )
تعني التمديد لمفاوضات سياسية هدفها الوصول إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين السعودية والحوثيين، هذه هي حقيقة التمديد للهدنة الإنسانية باليمن ..
كما قد يرجى إفتراضا من ذلك الإتفاق أن يشكل لاحقا النواة لسلام شامل باليمن، ومنطلقا لتسوية سياسية لحل النزاع هناك .
من يلحظ حجم الإغراءات والمكاسب المتاحة للحوثيين، ويتمعن في مغزى سيل الإشادات الأميركية بموقف السعودية ووصف بايدن قيادتها ب(الشجاعة) أثناء التصديق على قرار تمديد الهدنة سيعلم عندها حقيقة هدنة اليمن وطبيعة كل دور فيها .
في الوقت الحالي من جولات تلك المفاوضات لازالت المعاناة الإنسانية باليمن تقع أسفل قاعدة هرم إهتمامات المفاوضين الفعليين بدليل عدم تحسن الوضع الإنساني هناك رغم إنقضاء شهرين كاملين على إعلان دخول الهدنة حيز التنفيذ .
( محمد الثريا )
طالما تحروا الإعلان عنها والتأكيد على صرفها، فإنه يحق لكل مواطن المطالبة بحصته من مبلغ ال35 مليار دولار وإستلامها يدا بيد ..
ولعلمنا يقينا أن مخلص تلك الأموال سيكون من مقدرات البلد وعلى حساب قوت البسطاء من أبنائه فالأحرى هنا أن ينال الناس اليوم مال دينهم مباشرة ويسدوا حاجتهم منه على الاقل بدلا من تحميلهم مديونية أموال لم يروا لها أثرا على الواقع أو يحوزوا حظا منها .
لاتستغرب حديثي ! يفهم الأشقاء جيدا ما نقصد هنا، ونفهم أيضا ما يبيتون من وراء توقيت حديثهم هذا .
(محمد الثريا)
سيكون التعويل نوعا ما هذه المرة على متغيرات الظرف الدولي الحالي ومعطيات إستمرار تحولات العلاقة بالمنطقة أثناء الحديث عن إنفراجة متوقعة قد يشهدها ملف اليمن قريبا؛ وإلا فإن ما يجود به الأشقاء وحلفائهم اليوم من عبارات الثناء وتأكيد الدعم على مسامع العليمي ونوابه فقد سبق وجادوا به على أذني هادي منذ لحظة توليه الرئاسة، فكانت النتيجة هي ما نحن عليه الآن ..!
لايقف الأمر هنا على قناعات الداخل وحسب بل على مواقف الخارج ونظرته لطبيعة الصراع باليمن، وعند هذه النقطة تحديدا، سنضع دائرة حمراء على جميع وعود الدعم التي أطلقت اليوم في إجتماعات البعثات الدولية مع قيادة مجلس القيادة الرئاسي وما صرح به أيضا المسؤولون الخليجيون والعرب بشأن تأكيد مساندتهم ووقفهم إلى جانب جميع خطوات المجلس .
( محمد الثريا )
مثلما أغرق حزب الله اللبناني سوريا ولبنان بالمواد المخدرة، ظلت إيران طيلة السنوات الماضية تسعى الى إغراق العراق واليمن بتلك المواد المهلكة عبر إدواتها هناك كسياسة ثابتة لدى الحرس الثوري أثناء التمهيد لمشروعه التوسعي بالمنطقة، وهي سياسة تتوازى لديه مع سياسة تأمين الدعم اللوجستي والأيديولوجي في مناطق سيطرة أذرعه المعروفة وحتى تلك المناطق التي يسعى للسيطرة عليها .
لكن، يبقى الأمر المستغرب هنا وتحديدا في اليمن انه ومع إستمرار تهريب السلاح والمخدرات الى البلد من قبل نظام طهران هو ايضا استمرار الطرف المناؤى لسياسات إيران في عسكرة الحياة المدنية وإظهار العجز عن المساعدة في تطبيع إستقرار مناطق نفوذه من خلال النهوض بإقتصادها وخدماتها رغم إمتلاكه حقا قدرة فعل ذلك !! حيث من شأن تلك المساعدة الإسهام كثيرا في مواجهة عبث إيران وغيرها ..
ولكن يبدو ان مسعى إهلاك المجتمع اليمني وإضعافه من الداخل يشكل مصلحة مشتركة لدى أكثر من جهة وأكثر من مشروع، فيستمر هنا مشهد ضخ المخدرات للبلد مع إستمرار غياب معالجات واقع السماح بضخها إليه .
( محمد الثريا )
ربما يحتاج مجلس الرئاسة اليوم إلى التوضيح حول : هل تم توافق أعضائه في إدارة المرحلة الحالية على مسودة رؤوس أقلام وحسب أم على خطة عمل متكاملة ومفصلة تضمنها بيان نقل السلطة المعلن؟ حتى نفهم بعد ذلك طبيعة ومسببات الجدل المثار لدى بعض منتسبيه رفقة كل خطوة يقدم عليها المجلس؟
ينبغي حقا غلق باب التأويلات في هذا الجانب إذا كانت الغاية من تشكيل ذلك المجلس هي إنهاء شتات الشرعية والعمل على توحيد الصف في مواجهة الحوثيين وتحقيق السلام .
( محمد الثريا )
جميع مواد ونصوص بيان نقل السلطة جاءت واضحة وصريحة لدى الكل، وعلى هذا الأساس توافقت أطراف السلطة الجديدة وتم التوقيع فيما بينها على مادة ذلك البيان نصا وروحا .
ولذلك فأن سعي أي طرف منها بعد ذلك إلى إبتداع تفسيرات أخرى من قبيل ما يحدث الأن مع بعض نصوص البيان قطعا سوف لن يفهم سوى في إطار محاولة الإلتفاف وتبرير رغبة التنصل من إستحقاق تنفيذ تلك النصوص .
يتعين على جميع المشاركين في عملية التحول السياسي الأخير التعاطي مع إستحقاقات تلك العملية ومتطلبات نجاحها بنضج ومسؤولية أكبر ودونما إنتقائية أو إثارة للجدل حول نصوص البيان المعلن وأليات تنفيذه .
( محمد الثريا )
إنسانية عرجاء !!
استجاب واجب النداء الإنساني المتعلق بالهدنة إلى حاجة فتح مطار صنعاء ولو بجوازات سفر حوثية مخالفة، وأيضا إلى السماح بإدخال11سفينة لميناء الحديدة حملت على ظهرها كمية وقود فاقت كمية الستة أشهر ما قبل إعلان الهدنة، هذا إلى جانب التغاضي (الإنساني) عن نهب الحوثيين لإيرادات النفط وعدم التزامهم بصرف المرتبات فضلا عن التجاوز ( إنسانيا) لواقعة إستمرار خرقهم الهدنة عسكريا حيث سجل أكثر من2500 خرق إرتكبتها قواتهم منذ بدء سريان الهدنة
حدث ذلك في حين لازال يغيب واجب النداء الإنساني عن الإستجابة لأوضاع المناطق المحررة ويحجب نور الإنسانية حتى الأن عن الوصول إلى نافذة مشكلاتها الإقتصادية والخدمية .لدينا نفس المعاناة اليومية التي يتكبدها الشعب سواء في مناطق سيطرة الحوثيين أو في المناطق المحررة، وبالتالي يتوجب أخلاقيا في الحالة الطبيعية أن يتم تطبيق معيار التدخل الإنساني بصورة متوازنة ومنصفة لدى جميع المناطق .
غير أن توظيف الهدنة الإنسانية باليمن لأغراض سياسية هو ما جعل أحد جوانبها يعج اليوم بصور الإغراء والتماهي، فيما يبقى جانبها الأخر غارقا في وحل الإهمال وأحيانا الإذلال .