مقالات

قمة جده تعميد وإشهار للانبطاح العربي !!

شمسان بوست / كتب : عبدالكريم سالم السعدي

بيانات لقاءات قمة جده أكدت أن بعض العربان مازالوا يتصرفوا ك قُصَّر وأنهم مع كل متغير من متغيرات التاريخ الحديث يظهرون انفسهم كالصبي غير المُميِز الذي يبحث له عن قوّام يحافظ له على حقوقه ويدافع عنها ، والفرق بين هؤلاء وبين الصبي غير المُميِز هو أن الصبي يأتي عليه وقت يتجاوز مرحلة الوصاية أما هؤلاء فلا أمل في تجاوزهم للوصاية.

في الوقت الذي تعاني فيه أمريكا خطر السقوط بالضربة القاضية أمام حلف روسيا والصين وغيرها من الدولة الرافضة لهيمنة القطب الواحد ، وفي الوقت الذي تلوح فيه آمال الانعتاق وتضع الدول مدامك لمستقبل وجودها على الخارطة القادمة نرى هؤلاء العربان مازالوا يتسابقون على سياسة المسكنة وتقديم التنازلات في سبيل التخلص من منافسيهم على الحكم من أبناء جلدتهم فقط .

حقق بايدن انتصارات عظيمة في معارك خيام العربان مثلما حقق ذات غزوة سلفه ترامب وابنته الحسناء إيفانكا نفس الانتصارات والتي تصب في الأخير في خانة الصهاينة ، ولنا ان ننظر في خطاب الرجل خلال تنقلاته بين محطات زيارته لنلمس ذلك ، فقد أستمر الصهاينة معتزين بالإثم ومتمسكين بسياسة نديّة المصالح فانتزعوا وعود دعم القدرات الدفاعية بما فيها القبة الحديدية ، وانتزعوا وعودا برفع مستوى التطبيع والقبول بهم عند العربان ، ووعودا أخرى تحت الطاولة ستشهد تبعاتها الساحة العربية لاحقا.

بينما في رام الله وفي حضرة الثائر المترهل عباس لم نسمع سوى وعد أبلته سنوات التكرار وهو (حل الدولتين) ولم تتطرق وعود بايدن للقدس ومستقبلها التزاما واحتراما لوعده للصهاينة، وفي جده بوابة المقدسات الإسلامية كما وصفها ولي عهد دولة الكويت في كلمته عشنا ساعات ونحن نرى فتوّات العربان وهم قاعدين أمام استاذهم بايدن وكأن على رؤوسهم الطير !!

واصل بايدن فتوحاته ففتح المجال الجوي بين من تبقى من العربان مع الصهاينة وبرر العربان هذا الانبطاح الجديد بالتزامهم باتفاقية دولية وقعت في العام 1944م ولا أدري ما الذي استجد ليفتكروها اليوم في 2022م وقد خالفوها كل تلك السنوات ! وانتزع بايدن قرار رفع انتاج النفط وهو مربط فرس الزيارة مقابل مروره الناعم على قضية ذبح خاشقجي وجريمة اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين ابو عاقله من قبل الصهاينة .

تم استبعاد قادة اليمن وسوريا وليبيا والسودان والصومال وتونس رغم أن قادة هذه الدول وقادة الجماعات والمليشيات المسلحة العابثة بحاضر ومستقبل هذه الدول هم أساسا (صنائع) أيدي بعض الدول الحاضرة وهي الداعمة لهم ولا أدري هل استبعادهم لصنائع أيديهم ناتج لعدم قناعتهم بتلك الصنائع أم أنهم يريدون توجيه رسالة لسيدهم بايدن بأنهم فقط يمثلون فتوّات العُربان والبقية الغائبة والمُستبعدة هي الحرافيش على حد وصف الأديب العربي الرائع نجيب محفوظ .

في المقابل لم يتخلى بايدن عن الصهاينة في كل محطاته كما تخلى العربان عن صنائعهم أولا وعن اخوتهم ثانيا فانتزع انتصار آخر لحلفائه النديين بانهم سيكونون العضو البديل إلى جانب من حضر جلسة (زار) جده في مستقبل الشرق الاوسط الجديد ، بل أنهم سيكونون أقرب من الأطراف العربية الغائبة والمُستبعده ، وتركزت انتصارات العُربان في هذه الموقعة على توفير الكهرباء لمجتماعاتهم المتهالكة وعلى تثبيت أيديهم في محل اليد السفلى للفوز بالمساعدات.

تفضل الصهاينة بقيادة بايدن على فتوّات العُربان بأن منحهم الضوء الأخضر لممارسة المزيد من العبث في البلدان العربية التي تعبث بها أموالهم ومرتزقتهم ، كما تفضل عليهم باعفائهم من جرائمهم ضد شعوبهم وضد مخالفيهم ، ومنحهم الحصانة ضد استقلاليتهم واستعادة كرامتهم ، ومنحهم بعض فتات المساعدات ومنحوه طرف الحبل الذي احكموا عقدته حول رقابهم !!

سيكون على الأمة في قادم الأيام دفع ثمن كل ماحدث من كرامتها وحقوقها ومن وجودها كأمة فاعلة في صنع الاحداث ، وسيكون أمام الأجيال القادمة مهمة صعبة في التخلص من تبعات مثل هذه اللقاءات ومثل هذه الاخطاء التي يصنعها المستميتون في الحفاظ على عروش ملكهم حتى وإن كان الثمن مستقبل شعوبهم ومستقبل الأمة التي ابتلاها الله بهم !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار