مقالات

مجلس مشاورات الرياض يؤكد عدم مشروعيته!!

شمسان بوست / كتب عبد الكريم سالم السعدي

سبق وتحدثنا أن العهد بيننا وبين مجلس قيادة مشاورات الرياض هو تنفيذ الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض وتطهير الوطن من رجس العصابات والمليشيات المناطقية والحزبية التي تعيث فسادا في الأرض ولا طاعة لهذا المجلس ولا ولاء إلا بتنفيذ هذا الشرط أو إعادة الأمانة للرئيس الشرعي المُنقلب عليه عبدربه منصور هادي.

إلى اللحظة مازال مجلس مشاورات الرياض يعاني جملة من المتناقضات أبرزها واخطرها حالة الفصام السياسي التي تعتري بعض أعضاء هذا المجلس والتي باتوا لا يميزون فيها بين صفاتهم الرسمية وصفاتهم العصبية والحزبية والمناطقية .

تؤكد المؤشرات أن مجلس مشاورات الرياض القادم من رحم الانقلاب على الرئيس الشرعي هادي مازال واقع تحت اثر الصدمة ، فالتخلص من هادي ، والاتيان بهذا المجلس كما يعلم الجميع مثُل مفاجأة ، ففي خلال ساعات مابين افطار وامساك إحدى ليالي رمضان حدثت كل هذه المتغيرات خارج إرادة كل ادواتها المحلية فأصبح الرئيس الشرعي منقلبا عليه ووجد اليمنيون أنفسهم أمام واقع جديد يمثل مجلس قائم على أساس تقاسم غير يمني !!

اليوم المجلس واعضاء قيادته وهم يعيشون حالة انتظار لحظة اكتمال حوار سادتهم الإقليميين والوصول إما إلى قرار الحرب أو المصالحة مع الحوثيين تفرغوا لخوض معاركهم الخاصة المتمثلة في الصراع على البسط على المناصب والمواقع والوظائف وغيرها من مصادر التمويل ونقاط الجبايات والأراضي والموارد ، في مشهد يؤكد أن الاخوة إلى الآن لم يستوعبوا الوضع الذي اصبحوا فيه !!

كل اللجان التي اذنت أطراف الإقليم لأدواتها في مجلس مشاورات الرياض بتشكيلها توقفت عن العمل ، لتُظهر حالة عدم التجانس بين أدوات هذا المجلس ، وتظهر سلبية العجلة في تشكيل هذا المجلس وتحميله ما لايطيق ، والحقيقة الوحيدة الثابتة هي المعاناة المستمرة والمتزايدة لأبناء المحافظات التي وضعها قدرها حاضنة لهذا المجلس وادواته.

من كل ماسبق تتأكد حقيقة أن سلوكيات أفراد هذا المجلس بكل ضبابيتها وعجزها واضطرابها وازدواجيتها باتت تمثل الثقب الأسود الذي يهدد استمرار الحياة في محيط هذا الثقب ، وبما أن اعضاء هذا المجلس قد عجزوا في الفصل بين صفاتهم الرسمية وبين صفاتهم وانتماءاتهم لمكوناتهم  فإن عجزهم هذا سيكون عنوان عملهم في بقية معاركهم ،  فالتمسك بالصفات غير الرسمية يمثل عدم اعتراف أفراد هذا المجلس بوضعهم الجديد وبمجلسهم  وهو مايمثل دليل على سقوط شرعية هذا المجلس !

           عبدالكريم سالم السعدي
               27 يوليو 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار