مقالات

((خطوات خارج قفص التجهيل)) خطوة (46)

شمسان بوست / كتب : عبدالكريم سالم السعدي

(1)
الواضح أن لجان الحوار الإنتقالية ليست إلا محاولات تستهدف شخوص بعينها لم تفلح (الوحدة الخاصة) حتى اللحظة في اقناعها أو استقطابها ، وهذا لعمري سبب تعدد تلك اللجان وسبب غياب البيانات الختامية لأعمال تلك اللجان التي تبدأ بالضجيج الذي يملأ الارجاء وتنتهي بالصمت المُطبق ، وطالما استمرت العقلية هي العقلية  فسنرى في قادم المراحل لجان متكررة بنفس الشاكلة ونفس النهايات!

(2)
على مدى مشوار تشكيل لجان الحوار الانتقالية لم نسمع أو نشهد أي تقارير تضع فيها الرأي العام في صورة نتائج أعمالها منذ لجنة الشيخ المجاهد صالح بن فريد العولقي حتى لجنة مراد الحالمي ووصولا إلى اللجنة السادسة الحالية التي مازالت تعاني صعوبات بالغة في تحديد مهمتها هل هي حوار أم استقطاب..؟

(3)
واقع الحال اليوم يقول أن  اللجنة الحالية بتركيبتها الجديدة ليست أفضل حالا عن سابقاتها فهي إلى الآن تمضي على ذات النهج وستنتهي إلى نفس المصير ، ستصل إلى بعض الشخوص وتستقطبهم وستبقى الشخصيات والمكونات المُستهدفة من قبل (الوحدة الخاصة) خارج ذلك الاستقطاب ويصدر الأمر حينها بالتزام الصمت كالعادة!

(4)
الواضح أن (الوحدة الخاصة) باتت غير راضية عن نشاط مكون الإنتقالي وترى أنه قد فشل في مهمته ولم يستطيع أن يرتقي بفعله ونشاطه إلى مستوى حجم الدعم المالي والمعنوي الضخم الذي يتلقاه ، وهذا ما اثبتته التسريبات الأخيرة للوثائق التي اظهرت تذمر تلك الوحدة من سلوكيات ادواتها والتي باشرها الزبيدي بالاعتذار في مقدمة تقريره لها !

(5)
البعض سيستشهد بحديث إعلام الإنتقالي عن التحركات العسكرية في أبين وشبوة وغيرها من المناطق المحررة والتي يسميها انتصارات وينسبها إليه ، وسيكون على هؤلاء ضرورة العودة إلى تقرير الزبيدي ل (الوحدة الخاصة) ليعرفوا حقيقة ألوية العمالقة وخضوعها  مباشرة للوحدة الخاصة وتلقيها الأوامر منها ، وعلى أعضاء مكون الإنتقالي طلب توضيح من قيادتهم حول التوبيخات الأخيرة التي تلقتها تلك القيادات من الوحدة الخاصة بهذا الشأن.

(6)
محاولات الترقيع التي يتبعها مكون الإنتقالي بعد كل توبيخ يوجه لقيادته من قبل (الوحدة الخاصة) لن تفضي إلى إجماع جنوبي كلي ولا حتى جزئي ، لأن القوى والشخصيات الفاعلة والحقيقية ما زالت إلى اللحظة ترفض التعاطي مع دعوات الاستقطاب هذه وستستمر في رفضها حتى ترى دعوات حوار حقيقية تحترم عقول المتعاطون معها وتتجاوز برزخ الخلط بين مفهوم الحوار وثقافة الاستقطاب !

(7)
بامكان المتابع قراءة حقيقة الفعل الذي تتوارثه لجان الانتقالي والذي عجز إلى الان عن الوصول حتى إلى الاستقطاب المقبول وغير المُنفر ، فمع كل خطوة استقطاب نشهد انقسامات وتمزيق للمكونات الجنوبية الغير مؤثرة التي تصل إليها لجانه أو التي تلقي بنفسها في طريق تلك اللجان ، ولعمري ماشهدنا قط عمل وطني يقوم على تمزيق أشلاء الوطن ومكوناته إلا عبر ثقافة (الوحدة الخاصة) مالكة قرار مكون الإنتقالي!!

(8)
دعوة صادقة نوجهها إلى قيادة مكون الإنتقالي الذين يعرفون جيدا وضعهم المتردي الحالي والذي يحاولون الفرار منه إلى ثورة الصور واللقاءات الشكلية التي لا تسمن ولاتغني من جوع ، نقول لهم أن ثقافة صناعة أسباب الصراع الجنوبي الجنوبي أمر قد يمهد لكم طريق الوصول للحكم مؤقتا ، ولكنه لن يوفر لكم ظروف الاستمرار فيه ، ولن يوفر للوطن ظروف الاستقرار الدائم !

(9)
لجان حواركم مع أنفسكم وأبناء عمومتكم وإذا توسعتم شملتم مناطقكم أو محافظتكم في أحسن الأحوال هي لجان لخلق مصادر صرف ليس إلا ، تملئون بها  قوائم تقاريركم المالية الموجهة إلى (الوحدة الخاصة) ، ولا يوجد لهذه اللجان هدف آخر ، ونرى أن توجيه هذه الأموال لخدمة أهلنا في عدن سيضعكم في مكانة أفضل مما أنتم عليها اليوم بكثير.

(10)
من تحاولون الوصول إليهم من خلال هذه اللجان بموجب توجيهات (الوحدة الخاصة) لن تصلوا إليهم بهذه الطريقة ، وعليكم لكي تقنعوهم أن تعودوا  إلى بياناتهم وتصريحاتهم وتقرأونها جيدا فقد حملت شروط الحوار الندي المطلوب والمنطلق من مشروع الدفاع عن السيادة ورفض التبعية واحترام علاقات حسن الجوار مع الأشقاء.

              عبدالكريم سالم السعدي
                  2 سبتمبر 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار