قاعدة اليمن (هِراوة) بيد أطراف الصراع متى دعت الحاجة!!
شمسان بوست / كتب : عبدالكريم سالم السعدي
(1)
الإرهاب مُدان بكل صوره وأشكاله سواء كان عقدي أو سياسي أو أمني أو مناطقي أو اجتماعي أو غيره ، ونحن ندين الإرهاب وندين من يقف خلفه ومن يتخذه وسيلة لتصفية الحسابات مع الخصوم .
(2)
في بلد مثل اليمن يعيش صراعات وحروب متعددة الأطراف والأهداف (داخلية واقليمية) نرى أنه من غير المنطقي الذهاب خلف التحليلات الأولى التي تعقب أي عملية ، ولكن علينا التحرّي أكثر حتى لا تضع تحليلاتنا وايحاءاتنا مبررات جديدة لعمليات إرهاب أخرى ، فهناك أطراف كثيرة مستفيدة من مثل هذه العمليات الإرهابية في هذا التوقيت إلى جانب القاعدة .
(3)
وفقا لمقربين من موقع العملية الإرهابية في احور محافظة أبين فإن المنفذين للعملية وجدت في ثنايا لباسهم سيَّر ذاتية تقريبا تتحدث عن اسمائهم وانتماءاتهم المناطقية وغيرها وهذا يستوجب وقفة عقلانية لقراءة الحدث وتجنب الاستعجال في تحديد الطرف المسؤول عنها لأن هذا لايخدم إلا المنفذ الحقيقي لها ، ولأن هذه الطريقة تتنافى مع طرق تنظيم القاعدة في تنفيذ عملياته !!!
(4)
كما أن علينا التوقف طويلا أمام حصرية الإرهاب على محافظة أبين ، وأيضا علينا التوقف عند مواقيت ظهور هذا الإرهاب في مواسم معينه وهي مواسم ارتفاع حُمّى الاختلافات السياسية بين الأطراف ، وللمزيد من الدراسة بالإمكان العودة لحالات ظهور الإرهاب في أبين منذ العام 98م حتى اليوم !!
(5)
كما تلزمنا الموضوعية التوقف عند الإختلاف الظاهر بين وسائل تنظيم القاعدة واستراتيجياتها في تنفيذ عملياتها الإرهابية ، وبين ما تحويه مسارح العمليات من ادلة وأدوات ووسائل عقب كل عملية ، فهذا إلى جانب قراءة محايدة لواقع الصراع قد يقترب بنا كثيرا من الفاعل الحقيقي الذي يقف خلف عمليات الإرهاب الموسمية والمحصورة على مناطق بعينها !!
(6)
هناك عملية عسكرية لم تجف دماء ضحاياها بعد ، حدثت في محافظة شبوة بين قوى نظامية شرعية وقوى أُخرى يُشرَعن لها حاليا تدّخل فيها أحد أطراف التحالف بالطيران لحسمها لصالح القوى التي تحمل أسفار مشروعه في اليمن والمنطقة ، فطالما تحمّل هذا الطرف المسؤولية الفردية و قاد عملية نشر الفوضى في شبوة وأبين فأنه يعتبر أكثر الأطراف قدرة على تحديد الطرف الذي يقف خلف هذه العمليات الإرهابية !!
(7)
مثلت محافظة أبين هدفا للمتصارعين في اليمن عامة والجنوب بشكل خاص في كل المراحل ، فأبين في أول خطاب هؤلاء المتصارعين هي (بوابة النصر ) و(العمود الفقري للجنوب) و(موطن الثبات على الحق) وعند رفض أبين للتبعية يستيقظ الإرهاب وتنتعش قاعدة هذه الأطراف ، فما الذي يمنع إذن أن تكون كل أطراف الصراع متهمة بما حدث ويحدث فيها حتى تثبت براءتها ؟ ولمصلحة من يتم تعليق كل مايحدث فيها على شماعة القاعدة دون سواها ؟!!
(8)
في المخطط الجاري تنفيذه حاليا برعاية أحد طرفيّ التدخل في اليمن ، كانت أبين الهدف الثاني بعد شبوة وذلك لتصفية بقايا الشرعية ، والهروب من التزامات اتفاق الرياض ، ولتمهيد الأرض للقوى التابعة لهذا الطرف وشرعنتها ، فمن المنطق إعتماد كل هذه الحقائق كقرائن ضد هذا الطرف فيما يتعلق بصحوة الإرهاب الحالية حتى تثبت براءته مما يحدث وسيحدث في أبين !!
(9)
إثبات حالة التخادم بين أطراف الصراع في اليمن شمالا وجنوبا سواء اطراف السلطة أو المعارضة لاتخفى على المتابع ، وبمجرد متابعة مسيرة النشاطات الإرهابية منذ تفجير المدمرة الأمريكية يو اس اس كول في عدن وحتى تفجير أبين الإرهابي الأخير سنجد أن هناك مبررات قوية تدفعنا للتوقف عن رمي المسؤولية جزافا على طرف بعينه فهناك أطراف كثيرة تخدم مشاريعها وتوجهاتها تداعيات تفجير أبين ؟
عبدالكريم سالم السعدي
9 سبتمبر 2022م