أخبار محليةمقالات

#قضية_للإسترزاق ! كتب: محمد المسقعي

طابور طويل واشخاص كُثر قدمهم لنا حراك الجنوب السلمي .
ولكن مشكلة جميع من اوجدهم لنا ذلك الحراك الجنوبي لا مشكلة لديهم مع الوحدة حينما يتعلق الأمر بمنحهم منصب في حكومة الوحدة ممثلة بحكومة الجمهورية اليمنية .
في عام ٢٠٠٨م خرجت من منزلي الى مدينة لودر قاصداً قضاء بعض الحاجات ..
وما إن مررت اوساط سوقها شاهدت اُناس واقفين وكان البعض منهم يرفع اعلام التشطير..
كان عددهم لايتجاوز المئة شخص حسب تقديري الشخصي ..
اقتربت من مكان تواجدهم رويداً رويداً وكان احدهم يلقي من الكلمات عن ماضي دولة الجنوب “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”..
ويقسم للحاضرين ان إستقلال الجنوب لاتراجع عنه وعنه لن يُحيد ..
مضت الأيام ومرّت الشهور ومن السنوات مرّت قرابة عامين لا اكثر ..
كنت يومها في محافظة الحديدة وفي منزل مسؤول شمالي لااود ذكر اسمه ..
رن هاتف ذلك المسؤول ولم اكن اعلم حينها من يهاتفه..
لم يمضي من الاتصال من الوقت سوى القليل ..
دخل احد العسكر يافندم ….الأخ وكيل المحافظة يريد الدخول هل نسمح له ؟

الفندم نعم نعم اسمحوا له..
ثوان مرّت حتى تهاوى ذلك الوكيل من بوابة المنزل إلا وذلك الوجه هو نفس الوجه الذي رأيته يخاطب الحراكيين ويقسم لهم على الإستقلال قبل عامين في لودر!!
والعجيب والغريب ان ذلك الوجه الذي رأيته حراكياً في الماضي رأيته يتحدث يومها مع ذلك المسؤول حول الاستعدادات لعيد الوحدة اليمنية..
كان حديثه وحدوياً خالصاً للجمهورية اليمنية ..
وما إن غادر سألت ذلك المسؤول الشمالي :
اهذا الوكيل من ابين ؟!
قال : نعم
قلت له :
عجيبه وابتسمت .
قال ايش قصدك انه انفصالي ..
قلت :لا .لا.ابداً.
واضاف هو :
اكبر انفصالي نشتريه بمنصب صغير بحكومة الوحدة !
مرّ على كلام ذلك المسؤول الشمالي سنوات وسنوات لكن كلماته تلك لم تغيب عن مسامعي حول رأيه في قادة الحراك ..

وبعد مرور اكثر من عقد ونصف على إنطلاقة حراك الجنوب اتمعّن في اسماء عشرات القيادات التي خرجت من رحم ذلك الحراك لأجد مواقفها اكثر ضعفاً وهشاشة تجاه الجنوب وقضيته حينما يتعلق الأمر بمنصب بسيط تحت شعار الجمهورية اليمنية .
ولنا في الأمس ولنا في اليوم عن مدى صحة كلام ذلك المسؤول كل دليل وبُرهان.
#محمد_المسقعي

مزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار