الوسواس القهري .. الأسباب والعلاج .. تفاصيل
الوسواس القهري .. الأسباب والعلاج .. تفاصيل
أصدرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، يصنّف الاكتناز باعتباره نوعاً فرعياً من الوسواس القهري، ولكن لاحقاً تمَّ تضمين اضطراب الاكتناز كحالة منعزلة عن الوسواس القهري، بعد أن لاحظ الأطباء والمتخصصون وجود أشخاص لديهم سلوكيات اكتناز ولا يعانون من أي حالات صحية عقلية أخرى.
الفرق بين الوسواس القهري والاكتناز القهري:
اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو حالة صحية عقلية مزمنة تنطوي على الهواجس أو الإكراه أو كليهما، وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من الهواجس أو الأفكار المتكررة غير المرغوب فيها، التي تثير الرغبة الشديدة في تكرار سلوك معين، ثم يتصرفون بهذه الرغبة؛ للمساعدة على تخفيف الفكر الوسواسي.
ولهذا ينطوي الوسواس القهري على نوعين رئيسيين من الأعراض: الهواجس، والإكراهات.
تحدث الإكراهات كاستجابة للهواجس، فمجرد ظهور الهاجس قد يشعر المصاب بأنه مضطر إلى اتخاذ إجراء من أجل تخفيف القلق والضيق الذي يسببه ، أو لمنع هذه الفكرة الهوسية من أن تتحقق.
وتختلف محتوى الأفكار الهوسية والإكراهات المرتبطة بها على نطاق واسع، ولكن بعض الموضوعات الشائعة تشمل:
– النظافة: الأشخاص الذين لديهم خوف دائم من التلوث ؛ يغسلون أيديهم بشكل متكرر وينظفون المنزل.
– الترتيب: بعض المرضى مهووسون بالتماثل والنظام ، ولتخفيف قلقهم ؛ يمكن رؤيتهم وهم يعيدون ترتيب الكتب أو أدوات المائدة أو يقومون بمحاذاة السجاد والوسائد بشكل متكرر.
– العدّ: يقوم هؤلاء الأشخاص بحساب متعلقاتهم والأشياء الأخرى المستخدمة في حياتهم اليومية بشكل متكرر، وإذا فقدوا العد فإنهم يبدأون من جديد.
– السلامة: بعض المرضى لديهم مخاوف غير منطقية بشأن السلامة؛ إذ يتحققون باستمرار مما إذا كانت الأبواب والنوافذ آمنة.
وتسبب هذه الهواجس أو الإكراهات ضغوطاً وخجلاً لمرضى الوسواس القهري في حياتهم الاجتماعية و العائلية، وقد تؤثر على قدراتهم في الانتباه في المدرسة، أو إكمال المهام في العمل ، أو في العلاقات الشخصية ، كما يمكنهم حتى منع الآخرين من الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
أسباب الوسواس القهري
لا يعرف الخبراء بالضبط ما الذي يسبب الوسواس القهري، ولكن التاريخ العائلي للحالة قد يلعب دوراً كبيراً، فإذا كان لديك أحد أفراد العائلة المقربين المصابين بالوسواس القهري، فلديك فرصة أكبر للإصابة بهذه الحالة أيضاً. كما تمَّ ربط التطور غير المنتظم والضعف في مناطق معينة من الدماغ بهذه الحالة. ووفقاً للمعهد الوطني للصحة العقلية، يشير بعض الأدلة إلى أن الوسواس القهري قد يرتبط جزئياً بكيفية استجابة دماغك للسيروتونين ، وهو ناقل عصبي يساعد على تنظيم المزاج والنوم، وله العديد من الوظائف المهمة الأخرى في جميع أنحاء الجسم.
وإذا كنت أكثر عرضة وراثياً للإصابة بالوسواس القهري، يمكن أن تزيد عوامل أخرى أيضاً من فرصك في الإصابة به، مثل الإجهاد الكبير في المنزل أو المدرسة أو العمل أو في العلاقات الشخصية وصعوبة التعامل، مع عدم اليقين وزيادة مشاعر المسؤولية وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة، كما قد تظهر أعراض الوسواس القهري لأول مرة بعد التعرّض لإصابة في الرأس.
علاج الوسواس القهري والاكتناز القهري
يشمل علاج الوسواس القهري واضطراب الاكتناز القهري كلاً من العلاج النفسي والأدوية:
– العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو نوع من العلاج النفسي بمساعدة اختصاصي صحة عقلية مرخص؛ يساعد المريض على تعلم كيفية تحديد وإعادة صياغة أنماط الأفكار والسلوكيات غير المرغوب فيها أو السلبية.
– العلاج بالأدوية: مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والأدوية المضادّة للاكتئاب، و التي عادة ما تكون مثبطات انتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRIs)، وقد يوصي المعالج بمضادات الذهان لمرضى الوسواس القهري.