وخز الضمير …أبعد يدك أيها السفير الأمريكي ،،|كتب د. سعيد سالم الحرباجي
ذلك ما تحدث به وزير الداخلية التركي في رده على تدخل السفير الأمريكي في الشؤون الداخلية لتركيا ،،
حيث قال له :
نحن نعلم مع من تتواصل من الصحفيين الأتراك لذا نقول لك بصراحة وقوة ( أبعد يديك عن تركيا ) .
لله درك ،،،
لقد أعدت الحياة للحياة ، وبعثت الموات من الموت ، وأيقظت النائمين من السبات ، وأرجعت عقارب الساعة إلى الوراء ،،
هكذا جاء الرد التركي للسفيه الأمريكي الذي دأب أن يتطاول ، وأن يتجاوز حدود عمله ، وأن يتصرف كأنما هو الحاكم الفعلي ، والمنتدب السامي ..
وهذا هو شأن( السفهاء )معذرة السفراء الإمريكيين في العالم العربي والإسلامي الذين يتعاملون في سفارات بلدهم كأنهم أوصياء على العالم ،،
وللأسف الشديد تُذعن الحكومات ، ويصمُت عباد الكراسي عن تلك العنجهية ولا ينطقون ببنت شفه حيال ذلك التطاول ،،
لذلك كانت رسالة وزير الداخلية التركي واضحة الدلالات ، بينة المعاني ..وكأنها تقول للزمن قف أيها الزمن الأعواج …لن نعد نسمع ما يُملى علينا ، لم نعد نُطق ما يُلقَّن لنا …
اليوم على العالم أن يصغي جيداً لصوتنا ، أن يسمع بدقة لقولنا ، أن يفهم بعمق مقصدنا ،،
وياله من موقف ، ويا لها من إشارة ، ويا لها من بطولة …استشعرنا من خلالها بعزتننا ، ونخوتنا ، وقوتنا ، ومجدنا ،،
كيف لا وقد مضت علينا عقود طويلة من الزمن ونحن أذلَّاء لا يجرأ حاكم مسلم أن ينطق بكلمة واحدة إزاء عنجهية النظام العالمي ،،
وحتى يوم أن يفكر حر من أحرار الأمة أن يقول لا …لتطاول أمريكا يكون ثمن ذلك الإعتراض ( الموت ) ..
والملك فيصل بن عبدالعزيز ، وصدام حسين
والدكتور مرسي رحمهم الله ( خير شاهد على ذلك ) ،،
كانت أرواحهم ( ثمن مواقفهم ) .
ربما كان ذلك التطاول ثمن للسبات العميق الذي ابُتليت به الأمة نتيجة التدجين ، وممارسة سياسة المسخ لعقيدتنا ، ولديننا ، ولهويتنا …
أما اليوم فقد نهض المارد من قمقمه ،،
لهذا السبب كانت تلك الكلمات التي وُجهت
للسفير الأمريكي بمثابة صيحة تردد صداها أرجاء المعمورة ، وانبعث معها روح الحياة…
حياة العزة ، حياة الكرامة ، حياة الحرية ..
وتجددت معها الآمال في إعادة مجد الإسلام ،
وانحسار مد النظام العالمي الإجرامي ،،،
أبعد يدك أيها السفيه ،،
أبعد يدك أيها السفيه ،،،