أخبار محلية

مئات العربات القتالية تتدفق من السعودية إلى عدن دعما لدرع الوطن

شمسان بوست/عدن/خالد سلمان

مئات العربات القتالية تتدفق من منافذ السعودية بإتجاه عدن لدعم قوات درع الوطن ، التي أعلن عنها رئيس مجلس القيادة وتدعمها الرياض ،في ما لازالت مواقف الإنتقالي من هذا التشكيل العسكري يكتنفها الغموض.

حيث لم يصدر بياناً رسمياً من مرجعياته القيادية تبين موقفاً قاطعاً من تلك القوات المستحدثة ،والخارجة عن سلطة وزارة الدفاع.

هذا التدفق العسكري يأتي متزامناً مع إرتفاع وتيرة الحديث عن سلام قادم ، تجري عملية وضع اللمسات الأخيرة على ما تبقى من تفاصيل خلافية وهي قليلة ، بعد أن تم الإستجابة لتحفظات الحوثي وتلبية جُل مطالبه.

المراجع القيادية للإنتقالي هي الأخرى لم تعترض علانية على الصيغة المطروحة على الطاولة ، حول المفاوضات ولكنها ربطتها بقليل من الصرامة المعهودة لسابق مواقفها، بضرورة مراعاة الواقع على الأرض وهو ما يعني عدم القفز على حقائق القوة العسكرية للإنتقالي في المناطق الجنوبية،


في وقت يبدو من إصراره عبر أحاديث إعلامييه على تمثيل مستقل للجنوب في المفاوضات ، أن هناك محاولة لتجاوزه وتذويب تمثيله ، ضمن وفد موحد يشكل هو طرفاً في الشرعية من أطراف متعددة ، وبلا رقم محدد يمكن عبره خلق الثلث المعطل لأي إتفاق لا يعالج قضية الجنوب ، كقضية سياسية مستقلة لا كمظلومية وكجزء من معالجة مظالم كل اليمن.

وبالعودة إلى وصول حوالي ألف مركبة عسكرية إلى عتق متجهة إلى عدن ، وربطها بموقف الإنتقالي المتململ من جهود التسوية ، فإن هذه القوات تحمل رسالة بالغة الخطورة ، مفادها أن التسوية القادمة ملزمة لحلفاء الرياض وأبوظبي ، وأن من ممنوعات هذه القوى تعطيل عملية إقرارها ، وأن قوات درع الوطن السعودية التمويل والتشكيل ، وجدت لفرض حل على الجنوب بالقوة الجبرية.

من السعودية إلى عدن تكتمل حلقات الدائرة بتحشيد مليشاوي بتعز ، وإن كان عنوانه المضلل المقاومة ، إلا أن توقيت الدعوة لرفع الجاهزية القتالية لهذه المليشيات لا يمكن فصله عن كامل المشهد الذي يتم الإعداد له ، حيث يمكن أن يشكل الإصلاح مقابل منافع سياسية حزبية ، جبهة مكملة إذا ما وصلت حالة الإحتقان مع الإنتقالي حد إستخدام القوة، وهو إستثمار إنتهازي ليس جديداً على جماعة كتلك .

نحن أمام وضع مفتوح على إحتمالات متضاربة عدة ، أما تمرير التسوية وتليين موقف الإنتقالي بالضغط السياسي ،أو المضي بعملية التلويح بالقوة حد إستخدامها الفعلي على الأرض ، إبتداءً من عدن وحتى مناطق الجنوب المحررة.

حتى الآن لغة الإنتقالي أقل حدة ، وبات يتحدث عن السلام مع رشة خفيفة حول حقوق جميع الأطراف ، دون وضع قضية الجنوب كشرط ملزم لإنخراطه بعملية تسوية، هي حتى الآن طرفاها الحوثي والرياض ويراد للبقية شغل خانة الأطراف الملحقة.

إذا كانت الشرعية متداعية ، فإن الإنتقالي بما يمثله من قوة عسكرية ضاربة ، تشكل ممانعة لأي صفقات قادمة ، هو مايستوجب سعودياً تحييد قوته بقوات الدرع المشكل ،او بتجفيف حواضنه الإقليمية الداعمة ، وحشد اأكبر طيف ممكن من الخصوم وتوحيدها ضد مشروعه، لوضعه أمام خيار لا ثانٍ له: “الرضوخ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار