وخز الضمير ،، بين بذرة الخير وبذرة الشر |كتب د.سعيد سالم الحرباجي
شمسان بوست /مقالات
بذرة الشر تهيج وتهيج وتشتد..لكنها كثيرة الأشواك ، عقيمة الانتاج، عديمة الفائدة ،،
وأما بذرة الخير فتنمو ببطء شديد لكنها في نهاية المطاف …تُنتج ، وتُثمر ، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ،،
الأولى ترتفع في السماء سريعا ..لكن جذورها في التربة قريبة جداًحتى إنها لتحجب الشمس والهواء والنور عن شجرة الخير ..لضخامة حجمها ، ولكثافة أفرعها ،،
في حين أن شجرة الخير تظل مستمرة في نموها البطيء ، الهاديء ، الساري ، العميق .
وهذا العمق لجذورها في التربة.. يعوضها عن الدفء والهواء المحجوب عنهابضخامة شجرة الشر !!
الاولى تمثل المظهر المزور للباطل
الذي ينتفش ، وينتفخ، ويعلو ، ويصعد …فيحجب ضجيج أصواته كل الاصوات الاخرى ..ولكنه في الحقيقة أشبه بتلك الشجرة السامقة في السماء …لكن جذورها قريبة من ظهر الارض لاصلابة لها .
لذلك ما أن تهب رياح العاصفة حتى تنجفل سريعا فتقلعها من أصولها .
وفي الوقت ذاته تظل شجرة الخير تواصل نموها الهادىء البطيئ ، غير عابئةٍ بما ترجمها به شجرة الشر من أحجار ، وأقذاء وأشواك حتى تستوي على أصولها فتؤتي أكلها وثمرها .
هكذا هي حقيقة الصراع بين الحق والباطل …
فإذا ما رأيت انتفاش الباطل ، وعلو كعبه ، وضجيج صوته ، وزمجرة رعده ، ولعلعلة برقه ،
فحقيقته كتلك الشجرة الضخمة الباسغة ، العقيمة الإنتاج التي تحجب الرؤيا عن الشجرة المثمرة …ولكن لا جذور لها في التربة .
لذلك أول ما تهب العاصفة لا تقوى على مقاومتها ،،،