عندما تكون التهمة قبيحة يا حميدتي ،،،
شمسان بوست / كتب د. سعيد سالم الحرباجي
هكذا يحاول حميدتي البحث عن قشة تنجيه من كارثة ارتكبها بحق الشعب السوداني ،،،
ففكر وقدر ، ثم فكر وقدر ، ثم نظر …فلم يجد أمامه من تهمة يصلقها بصديق الأمس وعدو اليوم ( البرهان ) إلا تهمة الإرهاب ، تهمة الأخونة ، تهمة الإسلام الراديكالي ،،،
قبحك الله من صديق متلون ،،،
ألم تكن أنت والبرهان بالأمس متفقين على أنَّ كل هذه التهمة السمجة هي من نصيب البشير ؟
ألم تجندوا إعلامييكم بحملة مسعورة كي تنالوا منه ؟
فوصفتموه بالإرهابي ، والمتطرف ، الرجعي و وووو،،
فما الذي حصل ياحميدتي ؟
ماهكذا ترد الإبل !!
كنت بالأمس والبرهان في خندق واحد ..وبقدرة قادر أصبح البرهان خائن ، وعميل ، وإرهابي ، ومتطرف ،،،
يا لمنطقك الوقح !!
لقد لكتم هذه التهم السخيفة حتى اقتنع الناس أنَّها مجرد شماعة تلصقونها بمن يقف حجراً عثرة في طريق عمالتكم ، وخيانتكم!!
فبحسب منطقكم ( منطق الدفع المسبق ) أصبح كل وطني شريف ، وكل حر نزيه ، وكل من يأبى السير مع القطيع …
إرهابي ،،
إخواني ،،
متطرف ،،
عميل ،،
خائن ،،
وأنا هنا لا أرى هذه التهم …إلا صفات تزيَّن أصحابها ، وتيجان شرف تُوضع على رؤوسهم ، ونياشين تعلق على صدورهم.
لقد حصص الحق ، وانجلى غبار الدجل ، وتعرى زيف الكذب ، واستبان نور الحق ، وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ،فلم تعد تلك الترهات بذات جدوى ،،،
بل لقد بارت أسواقها ، وكسدت بضائعها ، وفسدت منتجاتها ،،
فعرف الناس من هو الوطني الصادق ، ومن هو العميل الخائن .
وأصبحوا يفرقون بين الأحرار والعبيد ..
وأضحوا يميزون بين الإرهابي السفاح ، وبين المسالم الموادع ،،،
لذلك يا حميدتي لا تحاول أن تغطي عين الشمس بغربال …فالأمور باتت أوضح من عين الشمس في رابعة النهار ،،،
كل ما في الأمر .. أنَّ عدَّاد الدفع ازداد أكثر ، والعطاء توسع بشكل أكبر ، وأنَّ وعود أسيادك أنستك صديق الأمس …
وصدق من قال : والقرش يلعب بحمران العيون !!
والحقيقة أنَّ كلا الرجلين _ بعد أن أزاحا البشير _ تسابقا إلى أسيادهما على العمالة والنخاسة ، والنذالة … وكل منهما تأبطأ شراً بصحابه كي يتخلص منه …
فكان كل منهما _ خلال كل تلك الفترة _ يعد العدة ويجهز نفسه للإنقضاض على الآخر ..
فشرق هذا ، وغرب ذلك ..وأخذا يرميان شباكهما هنا وهناك وهنالك طمعاً في صيد ثمين يضمن لهما رغداً من العيش !!
ولعل تصريحات البرهان التي أطلقها بُعيد الإطاحة بالبشير لتطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يزال صداها يتردد على مسامع الجميع حتى اللحظة !!
لكن يبدو أن فتوة حميدتي ، وخفة دمه ، وجرأته على الإقدام والتهور ، وتاريخه الدموي … قد أغرت بعض الأطراف الخارجية فالتقطت تلك الإشارات التي كان يرسلها…
فتبنته ، واحتضنته ، ورعته ، وعدته ، وجهزته ليكون هو مطيتها، وفارسها ، وبطلها للقيام بهذا الدور المشبوه لتمزيق السودان والقضاء على جيشه ، ولإدخال الشعب في أتون صراعات لا أول لها ولا آخر ،،
هكذا للأسف الشديد تُباع الأوطان بثمن بخس دراهم معدودة…
وهكذا يتسابق بائعو الشعوب على العمالة ، والنخاسة ، والنذالة ،،،
وهكذا يتم التضحية بمصالح المواطنين مقابل الوصول إلى كرسي الحكم اللعين ،،،
وهكذا تدمَّر مقدرات الأمة ، وتجهل الأجيال ، وتسوء الاخلاق ، ويُمزق النسيج الإجتماعي على ذمة الشعارات البراقة التي يرفعها اللهثون للوصول إلى سدة الحكم ،،
فبحكم الله من عملاء ،،
أتريدون أن تقنعونا أنكم تقتلون الملايين من أبناء الشعوب ، وتهجرون مثلهم ، وتعيثون في الأرض فساداً…وأن كل تلك الأعمال القذرة
هي صالح الشعب !!!
هل تنظنون أننا مثلكم أغبياء لا نعي ؟
أم ميتو الضمائر لم نعد نشعر ونتألم ؟
كلا وحاشا ،،،
أي نعم إعلميو الدفع المسبق يعملون ليلاً ونهاراً لتزيين قبحكم ، وستر عوراتكم ،،،
ولكن وقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ،،
فلم يعد ذلك الزيف ينطلي على الشعوب ،
ولم يعد تهريجهم بذات قيمة .
صورة العمالة لما يحدث في السودان هي امتداد لصور مثيلاتها في العالم العربي والإسلامي ، دمروا على إثرها شعوبهم ، وأوقدوا الحروب ، وأججوا الفتن ، وأثاروا الصراعات ، وفرطوا في سيادة أوطانهم ، وباعوها پأبخس الأثمان ،،
لذلك أتمنى على الشعب السوداني المسكين أن يتنبه لألاعيب الطرفين ، وأن يحجموا عن الدخول في أتون صراعات عبثية ،،،
أغمدوا سيف الفتنة ،،،
لا تستمعوا إلى أكاذيبهم ،،
فكلهم في الشر سواء ،،،
وجهوا سلاحكم إلى صدورهم جميعاً،،
لا تدعوا لهم فرصة يوقدون الفتنة فيما بينكم ،،
كلهم لاهثون إلى الكراسي،،
وكلهم لديه القناعة في بيعكم في سوق النخاسة مقابل وعود كذابة من سيده ،،