مقالات

مخطط منظم يقف على رأسه حيتان ضخمة.!

شمسان بوست / كتب أميمة الخضر

خسرت السلطة ثقة الناس ونفدت جميع فرصها، لذلك الشعب مع الشيخ أحمد العيسي لمواجهة مافيا تأكل البلاد جهارا نهارا ،كان الشعب يأمل بدولة توفر له احتياجاته، وتحفظ كرامته في إطار دولة ذات سيادة وشخصيات وطنية، ولكن حصل العكس تماما، النهب أبتدأ من أعلى الهرم ليصل إلى حافة الإفلاس سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. 

يقول ابن خلدون عن دور الفساد في انهيار الدول إن انتشار الفساد يدفع بعامة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، وهو بداية شرخ يؤدي إلى انهيار الحضارات والأمم لقد كان ابن خلدون محقا في هذا الرأي الحصيف الذي يعطي صورة مختصرة عن الواقع المؤسف الذي وصلت إليه بلادنا اليوم نتيجة التنصل عن المسؤولية التي ضاعفت الأزمات و قادت الوطن إلى شرخ سياسي وحضاري عميق يتطلب عملية إصلاحية جذرية ،لا أحد يستطيع إخفاء حقيقة أن النظام السياسي تشكل وفق مخططات فاشلة لا تعرف شيء عن قيادة الدولة ،سياسة معقدة قائمة على التقسيم المحاصصاتي للسلطة، واختراع أوهام جديدة، ومنح امتيازات للسرق ورسخ أقدام نخب لم ينتح عنها إلا فساد دمر الحرث والنسل وحطم اقتصاد المناطق المحررة.

مع كل هذه يزداد الثقل لأن الحاكم يرفض الانصياع، وفي ذات الوقت عاجز عن تقديم الخدمة وإقامة مشروع دولة حقيقي، وهنا تصنع السلطة الضغط على نفسها بنفسها، وتصل إلى طريق مسدود وتدخل في دوامة الانقسام الذي لا ينتهي إلا بإنتهاء سلطة الفساد. 

الشيخ أحمد العيسي أطلق النار وكانت تصريحاته” حرب ” أقدم عليها شامخا” وعلى ثقة بأنها بداية سقوط الفاسد الكبير الذي تسبب بالانهيار الاقتصادي ولا أظن أن لديه النفس الطويل لينجو من الغضب الشعبي أو لديه وسائل أخرى يشرعن فيها استمراريته التي باتت على المحك.

فشلوا بمواجهته واصروا على الفشل  وضاعفوا لأن أساس النظام مبني على انحراف حاد ومحكوم للفساد ولذلك لا يستطيعوا تقديم شيء ولا يملكوا دليل واحداً ضد العيسي ! ولا يمكنهم استنهاض أنفسهم بعدما أسقطهم الشيخ في خندق غائر من العجز، ما جعلهم يدافعوا فقط عن مصالحهم وبقاء السلطة في قبضتهم.

لم يعد الشعب يتحمل هذا الوضع المأساوي والطغم المتسلطة عليها، قامت هذه الاولغارشيات الفاسدة تحويل الثروة إلى ملكية خاصة، مما جعل المسار السياسي يزداد تناقضا وتمزقا، وأخيراً المعركة تتطلب الجهود الرامية وتشكيل كتلة صلبة بقيادة الشيخ الشامخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار