منوعات

الدوبامين.. و ما أدراك ما الدوبامين!

وكالات

في تقرير حديث لها، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على مادة الدوبامين التي يفرزها الإنسان وتعمل كناقل عصبي بالدماغ، وقالت إنها “تطرح كثيرا هذه الأيام”.

وأصبحت هذه المادة الكيميائية العصبية بمثابة “بعبع” للأشخاص القلقين من الإدمان والتساهل في السلوكيات اليومية، لكن القصة الحقيقية أكثر تعقيدا من ذلك، بحسب الصحيفة.
وفقا للكتب والمقالات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، فإن رغبتنا في الحصول على جرعة سريعة من الدوبامين هي السبب في أننا نتوق إلى قضاء الكثير من الوقت على “إنستغرام”. وإذا واصلنا الاستسلام لهذه الرغبات، كما هو منطقي، فلن نكون قادرين على إيقاف أنفسنا.

في كتابها الأكثر مبيعا “أمة الدوبامين”، كتبت الطبيبة النفسية بجامعة ستانفورد، آنا ليمبك، “لقد حولنا العالم من مكان ندرة إلى مكان يتسم بالوفرة الهائلة”. وبالتالي، فإننا جميعا معرضون لخطر “الاستهلاك المفرط القهري”.

والدوبامين هو ناقل عصبي يصنع في الدماغ، حيث يلعب دورا باعتباره “مركز المكافأة” في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الذاكرة والحركة والتحفيز والمزاج والانتباه وغير ذلك، بحسب “كليفلاند كلينك”.

وترتبط مستويات الدوبامين المرتفعة أو المنخفضة بأمراض تشمل مرض باركنسون ومتلازمة تململ الساقين واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، بحسب المستشفى الأميركي.

وغالبا ما كان هناك اتجاه للتحسين الذاتي يُطلق عليه “صيام الدوبامين” ظهر، في عام 2019، وهو يدور حول الامتناع عن أي شيء يتسبب في إطلاق هذه المادة الكيميائية. والفرضية هي أن وسائل الترفيه الحديثة تعيد توصيل الدماغ بحيث لا تكون التسلية البطيئة أكثر متعة.

ويُنصح الآباء أيضا بمنع الأطفال من التعرض لارتفاع مستوى الدوبامين، بمعنى عدم السماح لهم بلعب ألعاب الفيديو أو تناول الوجبات السريعة، خشية أن تؤدي الحاجة النهمة للناقل العصبي إلى زيادة السلوك السيء. لكن العلماء الذين يدرسون الدوبامين يقولون إن هذه المخاوف قد تجاوزت الحد.

وقال الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، فيغاي نامبوديري: “إنها لا تستند بالضرورة إلى العلم الفعلي لما نعرفه عن الدوبامين”.

وجاءت فكرة أن الدوبامين ينتج مشاعر المتعة من التجارب المبكرة على القوارض ولاحقا على البشر، حيث وجدت أن نظام الدوبامين قد تم تنشيطه عندما واجهت الحيوانات مكافأة.

ويتسبب الطعام والجنس والمخدرات والتفاعلات الاجتماعية في إطلاق الدوبامين في الدماغ، مما يشير إلى أن المادة الكيميائية العصبية مرتبطة بأي نتيجة تبعث على الشعور بالرضا.

ولكن بعد إجراء مزيد من الدراسة في التسعينيات، أدرك العلماء أن الدوبامين يرتبط ارتباطا وثيقا بتوقع المكافأة أكثر من ارتباطه بتلقيه. ويتسبب الدوبامين في الرغبة بشيء ما والحافز للذهاب للحصول عليه، وليس التمتع به.

وقالت الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بجامعة نورث وسترن، تاليا ليرنر: “ما نعتقدهأنه (الدوبامين) يحفز شيئا مثل الرغبة”.

وتابعت: “إنه يعلم عقلك كيفية التنبؤ باحتياجاتك ومحاولة مواءمة سلوكياتك مع تلك الاحتياجات”.

وتابعت: “إنه يعلم عقلك كيفية التنبؤ باحتياجاتك ومحاولة مواءمة سلوكياتك مع تلك الاحتياجات”.

من جانبه، أشار نامبوديري إلى أنه “ما زلنا بعيدين جدا عن الفهم الكامل” للدوبامين وكيفية تأثيره على الحياة اليومية للإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار