مقالات

فوبيا المجالس الوطنية والمناطق العسكرية!!

شمسان بوست / كتب _ عبدالكريم السعدي

من يدعّي أن مشروعه فيدرالي تعددي سواء على مستوى الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب اليمني فلا يجوز أن تزعجه خطوات تشكيل المجالس الوطنية على مستوى المحافظات ، وكذلك لايجوز أن تتملكه الرهبة من ميلاد حزب أو جبهة أو كيان سياسي هُنا أو هناك فكل ذلك لايتعارض لا مع التعدد ولا مع الفدرلة إن صدقت !

المنطقة العسكرية الأولى قوة شرعية منظمة قرارها بيد مجلس مشاورات الرياض ، ويقودها قائد جنوبي من محافظة أبين وهو (طيمس) وتتشكل من خليط من أبناء مناطق اليمن كافة ، وبالتالي فإعادة تمركزها وانتشارها لايحتاج لمظاهرات ولا لدعوات سلبية تحث على نشر الكراهية ، ولكنها تحتاج إلى قرار سياسي عسكري يصدر من مجلس مشاورات الرياض وقيادة وزارة الدفاع ، فلماذا لايتحرك ممثلوا (الضالع ويافع وشبوة وحضرموت) في هذا المجلس ويصدرون قرار بإخراج هذه القوات من مواقعها طالما وهي تمثل خطر في نظر بعضهم ؟

بعيدا عن السخرية من عقول البسطاء والمُستغفلين فالواضح أن معضلة المنطقة العسكرية الأولى كما تظهرها مبررات رفضها المتبادلة بين أدوات الارتزاق المحلية هي معضلة صراع إقليمي بدرجة رئيسية ، فهناك طرف إقليمي يرى أنها تمثل حجر عثرة في طريق مشروعه في حضرموت ، والمؤكد أن لاعلاقة لها بالقضية الجنوبية ولا باهدافها ولا بأي قضية يمنية !

البعض قد يقول أن هذه القوات تتبع حزب تجمع الاصلاح ، أو كما يروق للبعض أيضا تسميتها بالقوات اليمنية ، وهذه حجج مردودة على اصحابها ، أولا:
لأن حزب الإصلاح شريك أساسي في توليفة مجلس مشاورات الرياض إلى جانب كافة الأدوات (الصارخة) والأولى هو استبعاد الحزب عن المجلس قبل استبعاد أدواته المزعومة.

ثانيا :
لأن رئاسة هذا المجلس ورئاسة الحكومة وكذلك نصف أعضاء مجلس المشاورات يمثلون القوى اليمنية وفقا للخطاب الاستهلاكي لبعض الأدوات وبالتالي إن صدق الخطاب فيجب محاربة اليمننة من الأعلى إلى الأدنى وليس العكس.

ثالثا:
لأن أغلب التجمعات والمليشيات المسلحة الموجودة على الساحة ترفض إعلان ولاءها للوطن وتتمسك بالولاءات المناطقية والقروية والفئوية والحزبية والعائلية حتى اللحظة فإذا أردنا التصحيح لأي وضع مختل فيجب أن نبدأ بأنفسنا!!

سيستمر عبث المليشيات وعبث أرباب المشاريع الفئوية والمناطقية والحزبية وستستمر المعاناة طالما أستمر الشعب فاقدا للتفكير الإيجابي وممعناً في تقسيم نفسه والتبعية لأدوات رهنت أعراضها قبل قرارها للخارج واستسلمت للاملاءات الاستخباراتية وجعلت قضية الوطن والمواطن آخر اهتماماتها !

عبدالكريم سالم السعدي
19 يوليو 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار