مقالات

طوفان الأقصى….بداية النهاية ،،

كتب / سعيد سالم الحرباجي

حقاً لكل حر شريف اليوم أن يرفع هامته ،،
حقاً لكل حر شريف اليوم أن يسجد سجدة شكر لله سبحانه وتعالى ،،
حقاً لنا جميعاً أن ننحني تقديراً وعرفاناً لجهود مقاومة صادقة أحيت الأمل لدى الأمة الإسلامية بإعادة روح حياتها ، و بعث مقدراتها لمقاومة الظلم ، والقهر ،والاضطهاد ، والانعتاق من حضيرة العبودية ، وتمزيق قيود الاحتلال .
فتحية وألف تحية لكم أيها الأبطال ،،،
يكفيكم فخراً أيها الشجعان أنكم حطمتم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر ، وأظهرتم هشاشة المخابرات التي نسجت حولها القصص الخيالية ، وجعلتم العالم كله يقف مشدوها ، حائراً ، خائر القوى ،،،
واهتزت لإنجازكم العسكري عروش القوى الكبرى ، ومن يقف إلى جانبهم من صهاينة العرب .

فقف أيها التاريخ ،،
قف… لتسجل اليوم أول كلمة في بداية السطر لتاريخ جديد ، لميلاد جديد ، لحياة جديدة .
قف لتصغي لصوت الحق ، لتدوَّن الأحداث بلغة مختلفة ، لتسجل الوقائع بمداد العزة ، لتكتب مستجدات العصر برائحة البارود .
قف لتعلن للعالم أن زمن الهزائم ولى وإلى غير رجعة ، وأننا اليوم نغزو ولا نغزى ، ونبادر لأخذ حقنا ولا ننتظر ، ونتقدم لاسترجاع مجدنا ولن نتأخر .

هكذا من رَحِم المعاناة تلد المعجزات ،،،
وهكذا يعيد التأريخ نفسه ،،
فما أشبه الليلة بالبارحة …
فإذا ما طوينا صفحات التأريخ القديم لرأينا الصورة تتكرر اليوم وكأننا الساعة نرى تلك الأحداث عياناً ..

ففي السنة الخامسة للهجرة تآمر العالم كله كي يستأصل تلك النواة التي تتشكل في المدينة
لترسم معالم تاريخ جديد …
فحشد القوم ما يربو على عشرة آلاف مقاتل من خارج المدينة ، وتآمر معهم اليهود والمنافقون من داخلها ، وأحاطوا بالمدينة إحاطة السوار بالمعصم ، وبلغ الكرب بالمسلمين مبلغه كما صوره القرآن الكريم فقال : ( وبلغت القلوب الحناجر ) وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل يعانون من شدة البرد ، والعوز ، وقلة الإعداد العسكري ….ومع ذلك كله ثبت المسلمون ، وخيَّب الله آمال الأحزاب ،وولَّوا الأدبار ، ونصر الله المسلمين …
حينها قال الرسول الأعظم : ( اليوم نغزوهم ولا يغزوننا) .
ومن تلك اللحظات إنفرط عقد قوى الشر ، وبدأ العد التنازلي للنهاية المحتومة ، فتوالت الانتصارات التي تكللت بفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة .

اليوم يتكرر المشهد ..
فهاهي غزة محاصرة ، وها هي ذي إسرائيل تحظى بالدعم الكامل من قبل كل دول العالم…
ومع ذلك استطاعت المقاومة اليوم أن تفرض واقعاً جديداً في معادلة الصراع شعارهم ( اليوم نغزوهم ولا يغزوننا ) ليبدأ العد التنازلي للعدو الغاصب .

الله أكبر ،،،
لقد أثبت أبطال فلسطين أنَّ الأمة لا تزال حية ، وأنَّ روح المقاومة تسري في جسدها ، وأنها قادرة على استرداد حقها المسلوب ..

أي نعم كشر العدو الجبان _ الذي خسر المعركة مع رجال المقاومة الفلسطينية _ عن أنيابه ، وصب جام غضبه على المواطنين العزل في غزة ، وتداعت قوى الشر جمعاء لدعمه ، وتأييده في عمله الجبان …

كل ذلك كان متوقعاً ،كل ذلك كان في الحسبان ….
لكن الذي لم يكن متوقعاً إلى هذه الدرجة من الخسة ، والنذالة ، والهوان ….هذا الصمت المريب من قبل الحكومة الفلسطينية نفسها ، ومن ( ما نسميهم زعماء ) العالم العربي والإسلامي ، بل والأشد إيلاما من ذلك كله … تعاطف بعض الدول العربية مع الكيان الغاصب.
أإلى هذه الدرجة وصل بكم الحال يا صهاينة العرب ؟؟

لقد كشفت هذه الحرب _الغير أخلاقية _ الوجه القبيح للنظام العالمي ، وإماطة اللثام عن عنصريته ، ووقاحته ، وخسته ، ووحشيته ، وإرهابه .
ذلك ما تجلى بوضوح من خلال ما صرح به وزير خارجية إمريكا اليوم الذي أعلن إنه وصل إلى إسرائيل لأنه( يهودي) وأنه يؤيد كل الخطوات الإجرامية التي يقوم بها النتن ياهو …أنهم يديرون حرباً دينية ،،

فاين موقف مليار ونصف مليار مسلماً من هذه الإبادة الجماعية لشعب أعزل ، محاصر ؟

فرغم مرارة الالم الذي يعتصر قلوبنا لهذه الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة ..
إلا أننا متفائلون أنٌ ذلك كله ضريبة الحرية ، وثمن النصر ، وعربون التمكين ، وقيمة العزة .
وصدق الله إذ يقول :
( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار