نتنياهو يعترف بخسارة الحرب.. وهذا ما قاله؟
نتنياهو يعترف بخسارة الحرب.. وهذا ما قاله؟
شمسان بوست / وكالات:
البداية لم تتأخر حيث تواصل بعد أيام قليلة من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسطاء عرب مع البيت الأبيض وأبلغوهم بطلب تشكيل خلية عمل عربية أمريكية إسرائيلية للمشاركة في جهود تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين، وفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
وتطلب هذا أيضًا تدخلا من مصر التي قادت جهود الوساطة من قبل لوقف إطلاق النار في غزة قبل عامين، ونقل رسائل مهمة في المرحلة الختامية من الصفقة.
الخلية:
وفوض مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، منسقه لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ونائب مستشار البيت الأبيض، جوش جيلتزر، كممثلين أمريكيين في هذه الخلية التي ظل وجودها، بناء على طلب الوسطاء العرب والإسرائيليين، سرا عن بقية الإدارة.
وكان ماكغورك يجري مكالمة مبكرة في كل صباح، بالوسيط، بشأن الاتصالات مع حماس. ثم يقوم ماكغورك بإحاطة سوليفان، الذي يطلع الرئيس الأمريكي جو بايدن. الذي شارك في بعض الأحيان في المكالمات الهاتفية مع الوسطاء العرب.
وتمثل أول اختبار تتعرض له عملية “الخلية السرية” إطلاق سراح الرهينتين الأمريكيتين، جوديث رانان وابنتها المراهقة ناتالي، في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وبينما كان موظفو الصليب الأحمر يقودونهما في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى معبر رفح، كان سوليفان وماكغورك يتابعان الرحلة على الهواء مباشرة من البيت الأبيض. وبمجرد أن استقبلهم دبلوماسي أمريكي من الجانب المصري، اتصل بايدن هاتفيا بوالد ناتالي ليؤكد إطلاق سراحهما.
وبعد 4 أيام، تم إطلاق سراح رهينتين إسرائيليتين، وتسارع العمل على عملية تبادل أكثر طموحاً مع مدير الموساد، ديفيد بارنيا، باعتباره المسؤول الرئيسي عن الجانب الإسرائيلي، والعمل بشكل وثيق مع نظيره الأمريكي، رئيس وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز.
وكانت ملامح صفقة الرهائن قد تبلورت بحلول 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن عرضت حماس إطلاق سراح ليس فقط النساء والأطفال، بل أيضاً كبار السن والمرضى – مقابل وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام والإفراج عن عدد أكبر من الفلسطينيين، وهو ما قوبل برفض من إسرائيل التي رأت عرض حماس الأولي حيلة لإحباط الهجوم البري الإسرائيلي الوشيك.
ودخل بايدن على مدى الأسابيع الثلاثة التالية في محادثات تفصيلية تناولت المقترحات حول احتمال تبادل الجانبين إطلاق سراح محتجزين. وطُلب من حماس قوائم بالرهائن الذين تحتجزهم ومعلومات عن هوياتهم وضمانات لإطلاق سراحهم.
وقال مسؤولون إن العملية كانت طويلة ومرهقة وكان الاتصال صعباً، وكان لا بد من نقل الرسائل من عواصم عربية إلى غزة والعكس.
وبموجب الاتفاق الذي كان في طور التشكل، تقرر إطلاق سراح النساء والأطفال الرهائن في مرحلة أولى، إلى جانب الإفراج عن سجناء فلسطينيين في المقابل.
وكانت العقبة الرئيسية في تلك المرحلة هي أن حماس لم تحدد بوضوح من تحتجزهم.
وعقب تقديم حماس تفاصيل عن الرهائن الخمسين الذين تفاوضت على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من أي اتفاق، حث بايدن نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني على القبول بالاتفاق، ووافق نتنياهو.
والتقى ماكغورك نتنياهو في اليوم نفسه في إسرائيل. وقال أحد المسؤولين: إن نتنياهو، بعد خروجه من الاجتماع، أمسك بذراع ماكغورك وقال: “نحن في حاجة إلى هذا الاتفاق” وحثّ بايدن على التواصل مع الوسطاء العرب بشأن الشروط النهائية.
وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، التقى ماكغورك في الدوحة بالوسيط، وجرى الاتصال ببيرنز بعد أن تحدث مع الموساد، وتناول الاجتماع آخر ما تبقى من ثغرات من أجل التوصل إلى اتفاق.
وكان الاتفاق حتى هذه اللحظة يقضي بإطلاق سراح النساء والأطفال في المرحلة الأولى، مع توقعات بإطلاق سراح آخرين في المستقبل وإعادة جميع الرهائن إلى عائلاتهم.
والتقى ماكغورك بالقاهرة في صباح اليوم التالي برئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل. ونقلت تقارير عن قادة حماس في غزة أنهم قبلوا تقريباً جميع الالتزامات التي تم التوصل إليها في اليوم السابق.
وأكد المسؤولون أنه لم تتبق سوى قضية واحدة مرتبطة بعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى والشكل النهائي للاتفاق.
وأعقبت ذلك موجة من الاتصالات الأخرى، وتم التوصل إلى الاتفاق في النهاية.