همسات رمضانية،،
كتب / د. سعيد الحرباجي
(وإن إلى ربك المنتهى)
هكذا يقرر ربنا هذه الحقيقة الأزلية …
هذه الحقيقة التي تؤكد أنٌ كل المخلوقات مردها إلى عنده ، ومرجعها إليه ، ومصيرها بين يديه ، ومن ثم يأتي سياق الأية واضحاً وضوحا لا لبس فيه ، ولا مرية حوله .
( إنٌ إلى ربك المنتهى ) ،،،
فلا طريق إلا الطريق الذي ينتهي إليه ، ولا ملجأ من دونه ، ولا مأوى إلا داره ،…( في نعيم أو جحيم )
وهذه الحقيقة الثابة لها قيمتها ولها أثرها في تكييف مشاعر الإنسان وتصوره .
فحين يحس الإنسان أن المنتهى إلى الله ……
منتهى كل شيء ، ومنتهى كل أمر ، ومنتهى كل أحد . ..
فإنه يستشعر من أول الطريق نهايته التي لا مفر منها ولا محيص عنها .
لذلك يصوغ نفسه وعمله ، وسعيه ، وجهده وفقاً وهذه الحقيقة ، أو يحاول في هذا ما يستطيع . ويظل قلبه ونظره معلقين بتلك النهاية منذ أول الطريق .
فكم نغفل عن هذه الحقيقة الناصعة ، الواضحة ، البينة ….
نغفل عنها بتفاهات الدنيا ، بملذات الدنيا ، بشهوات الدنيا التي
لا قيمة لها ، ولا وزن لها ، ولا اعتبار لها .
نجمع منها ما نريد …وفي طرفة عين نتركه مرغمين ، ونغادر عنها صاغرين …فإذا المنتهى بين يدي الله !!!
واذا نحن أمام هذه الحقيقة التي نبهنا الله إليه …لكن شُغلنا عنها .
فما أجمل ، وما أتم ، وما أروع …..أن يصوغ الإنسان حياته ، وفكره ، وسلوكه ، وعمله وفقا وما يحقق هذه الحقيقة.