لماذا تصبون الزيت على النار ؟
شمسان بوست / د. سعيد سالم الحرباجي
بكل عبارات الشجب ، وبكل ألفاظ الاستنكار ندين اعتقال المقدم علي عبدالله عشال الجعدني الذي تم اختطافه من قبل جهات مجهولة ولا يزال مصيره غير معروف حتى هذا الساعة .
والحقيقة أنَّ مثل هذه التصرفات الخارجة عن النظام ، والقانون لا تخدم استتباب الأمن ، ولا تساهم في استقرار السكينة العامة لأبناء عدن ، بل على العكس من ذلك تماماً….
فمثل هذه التصرفات_ وبالذات التي تستهدف نطاقاً جغرافياً معيناً من الجنوب _ هي بمثابة صب الزيت على النار .
ففي الوقت الذي يتداعى فيه العقلاء في الجنوب للم الشمل ، وتوحيد الكلمة ، ورأب الصدع ، وطي صفحات عفنة من تاريخ صراع عبثي ، وتعميق مبدأ التصالح والتسامح …..تطل علينا مثل هذه التصرفات _الغير مسؤولة _ لتنسف كل تلك الجهود ، وتقوض كل تلك المحاولات ، وتحطم كل تلك الأحلام ، وتعيدنا إلى المربع الأول القاتم .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ..
لمصلحة من …… العمل على تمزيق النسيح الإجتماعي الجنوبي ، وتوسيع هوة الخلاف بين أبنائه ؟
من هي الجهات المستفيدة من عدم التحام أبناء الجنوب ، وتوحيد صفوفهم ؟
لماذا يصر البعض على إشعال الفتن ، وتأجيج الصراعات ، ونكأ الجروح ؟
إلى متى سيبقى العقلاء في جنوبنا الحبيب صامتون إزاء هكذا تصرفات من شأنها أن تزيد الاشتعال الذي تتأجج ناره لتحرق الجميع ؟
صدقوني حالنا اليوم لا يحتمل مزيداً من الاحتراق ….فيكفي عبثاً !!
وأخيراً _ ونحن إذ نشاطر أسرة المقدم علي عبدالله عشال الجعدني ، ونشاطر قبيلة الجعادنة بشكل عام ما نزل بإبنهم البار من تعسف ظالم جائر من غير ذنب اغترفه ..
ندعوهم أن يتحلوا بالصبر ، والحكمة ، وأن يغلَّبوا صوت العقل ، والمنطق ، وأن يسلكوا الطرق السليمة لمتابعة وضع أبنهم ، وأن لا ينجروا إلى تصرفات قد تضر أكثر من أن تفيد .
نقدر معاناتكم ، ونشاطركم همكم ، ونقف إلى جانبكم ، ونحن رهن إشارتكم .