أية ومعنى ،،،
شمسان بوست / د. سعيد الحرباجي
( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون . وأملي لهم إن كيدي متين )
هذه الآية من أعظم الأيات التي تسلٌَي قلب المظلوم ، ويشعر معها أنه في كنف الله ، وفي حِمَى الله ، وفي رحاب الله ، وفي حفظ الله
فيوم أن يركن الظالم إلى قوته ، ويوم أن يتكيء على جبروته ، وسطوته … فيمضي لا يلوي على شيء..
فيقتل ،ويبطش ، وينكل بالمستضعفين ، ويستحلٌ دماء الغير ، ويعتدي على الحرمات ، والممتلكات الخاصة والعامة …
ويظن أنه في مأمن ، وفي منعة ، وفي حصن حصين ….فيتمادى في ظلمه .
وفي الوقت ذاته …يمضي المظلوم في طريقه إلى ربه ، يشكو مظلمته ، ويعرض عليه ما لحق به من قهر ، وإذلال …
وربه سبحانه يقول له : ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) ،،،
فيمضي الظالم في غييه ….
ويواصل المظلوم محاكمته لدى محكمة العدل الإلهية….حتى إذا ما نفدت كل الفرص التي عُرضت على الظالم كي يتراجع ، ويقلع عن ظلمه ….
عندها يصدر الحكم الرباني لأخذ المظالم من ذلك المعتوه ، وهو سادر في غييه ، لاه عن ربه .
هكذا يستدرجه الله من حيث لا يعلم ، ويمكر به وهو غافل ، وينتقم للمظلومين ،،
وإنٌ شأن الظلمة ، وأهل الأرض أجمعين ، لأهون وأصغر من أن يدبر الله لهم هذه التدابير . . ولكنه – سبحانه – يحذرهم نفسه ليدركوا أنفسهم قبل فوات الأوان ، وليعلموا أن الأمان الظاهر الذي يدعه لهم هو الفخ الذي يقعون فيه وهم غارون ، لاهون !!
وأن إمهالهم على الظلم والبغي والإعراض والضلال…. هو استدراج لهم إلى أسوأ مصير , وأنه تدبير من الله ليحملوا أوزارهم كاملة ، ويأتوا إلى الموقف مثقلين بالذنوب ، مستحقين للخزي والرهق والتعذيب .
وصدق الله إذ يقول :﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }
إنه سبحانه يمهل ولا يهمل ، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ….
فيا لعدل الله ، ويا لتدببره سبحانه وتعالى!!!
هكذا جرت سنة الله في أخذ الظلمة ، ولا زالت مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وها هي سنة الله تلاحق ظلمة اليوم …
وهاهم من مارسوا الظلم على مدار عقد من الزمان ….اليوم مشردون ، ومطاردون ، تلاحقهم لعنات المظلومين .
( إنه الاستدراج ) .
د. سعيد الحرباجي