الابتزاز الالكتروني وكيفية مواجهته
شمسان بوست / كتب: خالد شرفان
ظهرت في السنوات الأخيرة وتحديدًا في العقد الأخير من القرن الحالي ثورة تكنولوجية متطورة في عالم دنيا الإتصالات ساعدت الإنسان في مجالات شتى بمختلف الفروع والأصول، إلا أن لكل شيء جميل وجه قبيح له يتستر ويختبئ خلفه.
تطبيقات التواصل الإجتماعي على مختلف مسمياتها ورغم ما تقدمه في خدمة للإنسان تظل مخترقة، على الرغم ممايقوم به مصممو تلك البرامج من حماية لخصوصية المستخدم من المتطفلين “المبتزين”؛ تظل هناك ثغرات تكسر التشفير التام لذلك الدرع الواقي والحصن الحصين مهما بلغت قوة الحصانة وهالة الحماية تظل مخترق مخترق.
نهاية الأسبوع الماضي طالعتنا أخبار محلية عن عصابة تبتز ضحاياها وتقوم بلي اذرعتهم وتطلب منهم طلبات يصعب على الشخص تلبيتها؛ فيلجأ الضحية أما بالامتناع ومواجهة التحدي بالتحدي والاستعداد لمواجهة سيل التشهير وفضح المستور، وأما الإذعان للطلبات وللرغبات التي يريدها المبتز، وفي حال كان الضحية مسكين وضعيف في مواجهة التحديان فإنه يلجأ أخيرًا إلى الهروب والانتحار هربًا من العار والفضائح كما هو الحال لقصص مشابهة حدثت بجمهورية مصر العربية.
الابتزاز وبشكل مبسط هو الحصول على مكاسب مادية كبيرة أو معنوية غير مشروعة يطلبها “المجرم” من الضحية من خلال استغلال ضحاياه وتسخيرهم لمنفعته بشكل دائم أو مؤقت، أو بمعنى آخر “تهديد الضحية على إفشاء أمور ماسة بحياة الضحية “الشخصية” والتي تمس شرفه في كثير من الأحيان بعد سرقة محتوى ما أو صور هامة قُدمت للمبتز طواعية عن سذاجة من الضحية وثقته العمياء المطلقة مقابل مبلغ مالي، “في الغالب الضحايا من هذه الفئة هم شريحة البنات المراهقات أو القاصرات”، وأما النوع الآخر المقصود يكون لشركات التجارة أو مؤسسات حكومية، فيقوم المبتز بعد القرصنة والهكر بالابتزاز وطلب أموال طائلة منهم.
للابتزاز عدة طرق أما يكون ابتزاز مادي “أكثر صخايا هذا النوع من الابتزاز هم فئة المشاهير”، وأما يكون ابتزاز جنسي وهذا شيء مرعب بصراحة حيث يطلب المبتز من الضحية فيديوهات أخرى مخلة بالشرف وبالإكراه مقابل تخليه عن الفيديوهات والصور السابقة التي حصل عليها أو سلبها من سابق “نشالة” قام بها من على هاتفه الشخصي أو كمبيوتره فيوهمه أنه تم حذفها لكن للأمانة لن يحصل ذلك فشهيته تزداد مع كل تنازل (هل من مزيد).
يلجأ المبتز لذلك بسبب ضعف الوازع الديني والأخلاقي والمجتمعي ورغبته في منفعة مالية أو معنوية بعد تشجيع تلك التطبيقات على بث فيديوهات هابطة لاتمت للواقع بصلة، ولا تطابق مجتمعنا المحلي المحافظ، فتعمل تلك الفيديوهات على تأجيج واستثارة مشاعرهم العاطفية فيتأثر “المراهق/ المراهقة” “بالزركشات” الملونة والموسيقى الرومانسية ليتفاجأ فيما بعد بأنه ضحية لابتزاز جديد، علاوة على ذلك أن قلة الوعي في كيفية استخدام تلك التطبيقات من قبل المستخدم، والسماح المطلق للأبناء على استخدامها متى ماأرادوا وكيفما أرادوا دون مراقبة دورية من قبل الآباء ساعد في أن يكونوا لقمة سهلة سائقة لهم.
إذن كيف اعمل إذا أنا وقعت في شباك الابتزاز الالكتروني؟ كل شيء وأرد ومتاح وقد تكون أنت أو أنا ضحايا تلك الفوضى في فضاءات رقمية “لاسمح الله”، فلربما تضغط على رابط عادي بطريقة عفوية قد يكلفك الكثير ويجعلك تعض أصابع الندم طيلة حياتك، لذلك ومن خلال القراءة حول الموضوع فإن الخبراء في هذا المجال ينصحون الضحية
التحلى بالهدوء والسكينة وعدم ترك مجال للخوف يسيطر عليك، مع اغلاقك الكلي والتام للتطبيقات وقطع الإتصال مع المبتز مؤقتًا حتى تستجمع قواك وتفكر عن كيفية ناجحة تخرجك وتنجيك من هذا الوحل الذي تمرغت فيه للتو، مع تركيزك على إغلاق باب المفاوضات والتنازلات المؤلمة مع المبتز، وعدم مسح أو حذف المحادثات الشخصية التي اجريتها معه فقد تحتاجها، ثم قم بالتبليغ عنه بمركز الشرطة وأخبر الأهل فقط أو من تثق بهم بموضوعك،
ولاتشارك فيما بعد أي محتوى خاص أو صور مناسبات عائلية أو شخصية مهما بلغت قرابة المحيطين بك.
الجميع يعلم بالحالة النفسية المتدنية للضحية وكمية الإحباط الذي تنتابه، وتعكير مزاجه طيلة الفترة، لذلك علينا الوقوف معه صفًا واحد لمواجة هذه الأزمة حتى يتغلب عليها، لذلك أنصح بأن حساب واحد من بحر تلك التطبيقات الهائلة كاف جدًا للتواصل والاتصال مع الجميع، كما اتمنى وضع قوانين صارمة ومغلظة لكل من تثبت عليه امتهان مهنة الابتزاز الالكتروني وغرامتهم ومعاقبتهم جراء ماقد يسببوه من أذى نفسي للضحية، كان الله في عون الجميع.