مقالات

سبتمبر وجه الجمهورية المشرق

كتب / محمد الحفيظي

أثمن ما في هذا الوطن سبتمبر كونه رمزاً لكل ما مضى، نرى فيها حاضرنا، ونستطيع أن نطِلّ به على مستقبلِنا؛ باعتباره مهد الحريه، ومدرج الجمهورية ومرتع العدالة، ومأوى الحقوق، ومنبع الذكرى، ونبراس الحياة، وموطن كرامة ونضال الآباء، والأجداد، وملاذ الأبناء، والأحفاد؛ فحبه حينئذ – مرتبط بنبض القلب في الجسد، والروح، ومرتبط بالوفاء له، والأحتفال بقدومه والتضحيه بالسير على نهجه بكل غالٍ، ونفيس؛ لأجل الحفاظ على ثوابت وقيم الثوره والنظام الجمهوري.

عشقناه في الوطنية، وعشناه في الهوية؛ لأننا أستمدنا منه أركان انتمائنا للوطن، فكان لنا أجزاء الكيان الإنساني للشعب اليمني بعد أن ترجمته  إرادة، وعزيمة الشعب إلى حب علني، وعملي بمرساته الخفية الراسخة، التي تربط سفن عواطفنا بمراسي أرض السعيده؛ لأنّ الأفتخار والأعتزاز بثورة سبتمبر ليس مجرد شعور إنساني يقتصر على القلب، إنما هو متجسِّد في سلوك الإنسان اليمني، وهو بالتأكيد أغلى الحكايات في الحب عندما تحب الشعوب الحريه والعداله والمساواه فإن القلوب تهواء ذكراه وكذلك الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر فإنّ الانتساب إليه غاية، والانتماء إليه شرف. وحق على كل إنسان محب لهذا الوطن، أن يفتخر بسبتمبر  فله في قلب تاريخ وعهدا يتجدد ورسالة مكتوبة يصغي لها الأحرار؛ لأنه قام على الكهنوت الظالم والحاكم المستبد من أجل المساواة والحريةوالوفاء، والتضحية، والفداء فالإنسان بلا كرامه وحقوق لا يملك وطن، وبلا هوية، وبلا ماضٍ أو مستقبل سبتمبر هو أجمل نسخة تعيشها الجمهورية اليمنية في إطار الزمن تم ترجمته الحرفية إلى واقع، جميل، عقل كل حر يتحلى بالفطرة السليمه إذ لا يشذ عنه إلا من كان منحرف الفطرة، ولا يزيغ عن محجته الناصعة إلا من هو عديم الضمير النقي؛ لأنه يخفي وراء ذلك نفساً شريرة، وإرادة ضعيفة، وأهدافاً شخصية ومطامع مادية زائلة.

أن ثورة 26 من سبتمبر لم تكن مجرد هاله إعلامية أو عباره عن فوضى شعارات خصوصًا في زمن تزايد فيه الإنتهاكات وقلةالمتقمصون للأدوار النضاليه كانت ثورة السادس والعشرون من سبتمبر موسوعة شاملة وملحمة متكاملة، من حيث الكرامه والإنسانيه  في الأفكار والرؤى، غزيرًه في الحريه واسعة في الثقافة والتطلع، لم تكن تقدم لليمنيين برامج وجوائز مالية، بقدر ما كانت تنشر ثقافة الجمهورية والفكر النضالي وحرية الحقوق والقضايا الإنسانية، عبر قاداتها وخلال أعوام مراحل متتالية، أعادت للعالم كيفية تقديم التراث اليمني، والسياحة، والتاريخ، وحضارة  اليمن الخالدة، وأمجاد الشعب العريقة، كانت تحمل معارف  بكل أوضاع المجتمع اليمني في جميع ربوع الوطن وحالة الشعب كله المستعبد من قبل كهنة العصر وأئمة الظلام حتى وجدت من يقوم بها ويحافظ عليها، بلا عشوائية أو تساهل أو تسارع لتحقيق أهدافها.

لقد كانت ثورة السادس والعشرون من سبتمبر قضية وطنية لطالما تمناها المواطن اليمني بشتى أنواعهم وثقافاتهم المختلفة، تحدت كل العوائق  حينما وضعت في طريقها وعندما عرف اليمنيون أن سبتمبر عهدا يتجدد في كل مكان وزمان يحتشدون الشعب اليمني العظيم لأجلها ويهرعون من حولها، ليحتفلون بها في جميع ربوع السعيده ويشاركون ويتظاهرون بحبهم وأفتخارهم بها في ميادين الوطن الكبير، لقد كانت ثورة سبتمبر العظيم خطابًا للعقول والأفكار، وملامسًه  للهموم والوجدان فاستفاد منها اليمنيون جميعًا ودول الجوار والعالم أجمع، بثراء نظامها الجمهوريّ و شرعيتها الدستوريه وعملها في نواحي الحياة العلمية والمعرفية والثقافيه فأعادت في انجازاتها الأمجاد الماضية والروايات الخالدة.

لقد كان سبتمبر ملحمة متكاملة من العداله وموسوعة من الحريه في الشمول والإبهارللجمهورية اليمنية وأرض السعيدة مكتمله لهذا السبب هناك إجماعًا شعبيًا ووطنيًا، في الأحتفال بهذه المناسبه العظيمة وهذا كل ما يستحقه سبتمبر العظيم الشموخ والفخر والأعتزاز لأن الذي حققه سبتمبرهو جوهرلشخصية الانسان الحر والمقاوم للظلم والطغيان بقوة وشمولية الانسان اليمني العظيم هذه هي الحقيقة الخالصة، ومعالم أحتفالنا بذكرى ثورة السادس والعشرون من سبتمبر المجيده .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار