مايجب ان تعرفه عن خدمة ستار لينك في اليمن
كتب / عمار العولقي:
أثار تفعيل خدمة ستارلينك للانترنت في اليمن العديد من التساؤلات وهنا أحببت أن أكتب عن الموضوع وبعض الملاحظات والإجابات حول ذلك.
– بداية هذه المعلومات والاجابات هي بإسمي كمستخدم ولا تمثل جهة رسمية أو خاصة ولا أمثل شركة ستارلينك في اليمن ولا لي أدنى مصلحة. أنا مجرد مستخدم يريد ان يتوفر بين يديه انترنت سريع في اليمن.
– الخدمة دخلت رسميا في اليمن وقد قمت بالحجز للخدمة في اليمن عبر الموقع الرسمي للشركة قبل اسابيع وذلك بدفع حجز عربون يساوي ٩ دولار عبر كرت البنك.
– وقبل يومين أرسلت الشركة لي ايميل يبلغني أن الخدمة أصبحت متاحة بشكل رسمي في اليمن وأنني إذا أردت أن أشتري الجهاز فعلي المسارعة بذلك من خلال دفع قيمة الجهاز اللاقط عبر الموقع الرسمي لشركة ستارلينك.
– سعر الجهاز الأقل مواصفات والأرخص بحسب الموقع كان حوالي ١٠٠ الف ريال يمني ولكن بعد ان دفعت المبلغ ببطاقة البنك وعندما راجعت فاتورة البنك تبين لي ان المبلغ تم احتسابه بسعر الصرف للدولار بحوالي ٢٥٠ ريال. اي ان الجهاز كلف حوالي ٤٠٠ دولار.
– كانت اجهزة ستارلينك تباع في اليمن بشكل غير رسمي بحوالي ١٥٠٠ دولار. ولذا ٤٠٠ دولار لا تزال ارخص ولكنها أكثر مما تعلن الشركة ستارلينك في موقعها بالعملة اليمنية (١٠٠ الف ريال).
– يتم شحن الجهاز وتسليمه في مقرات مؤسسة الاتصالات في عدن وفروعها وشركة ستارلينك ابلغتني بإيميل انني سوف استلم الجهاز خلال فترة اسبوعين.
أسئلة تتكرر:
لماذا اليمن أول دولة عربية؟ هذا امر يدعو للاستغراب والتخوف؟!
صحيح، اليمن هي أول دولة عربية تسمح للخدمة بشكل رسمي وقانوني. ولكن لا يعني ذلك ان هناك ميزة لليمن او العكس. ببساطة ستارلينك تفتح الفضاء الالكتروني حرفيا.
هي تكسر كل القيود ومقصات الرقابة وتتجاوز القوانين المحلية للدول. وهي كذلك تسبب خسائر شركات الاتصالات المحلية التي تحتكر خدمة الانترنت. ولذا لا تسمح كثير من الدول حاليا بتواجد الخدمة لديها. ولكن مع الزمن سوف يزداد عدد الدول التي ترخص لستارلينك توفير الخدمة لديها.
أكثر من يحتاج هذه الخدمة حاليا هي دول العالم الثالث ولذلك نجد دول كثيرة في امريكا اللاتينية وافريقيا وجنوب شرق اسيا قد انضمت للخدمة.
هل هذا هو غزو واستهداف تجاه اليمن؟
الإجابة ليست بتلك البساطة. هي نعم ولا.
فالعالم كله في سباق للسيطرة على التكنولوجيا والمعلوماتية.
وهناك ضغط امريكي حثيث للسيطرة على الانترنت والتطبيقات والبرمجيات والذكاء الاصطناعي. وينافسهم في ذلك الصين القادمة بكل قوة.
لذا ستارلينك فيما يخص محاولاتها السيطرة فهو تماما كما تحاول فعله شركة آبل الامريكية بأجهزة الهاتف آيفون وشركة بيتا الأمريكية بتطبيقات الفيسبوك والواتسب. لا شيء جديد ولا شيء يستهدف اليمن تحديدا وانما هو استهداف للعالم كله. لثمانية مليار من البشر انت واحد منهم.
هل سيسمح للمواطنين في مناطق سيطرة الخوثي بامتلاك الأجهزة؟
اشك كثيرا ولا اعتقد أن الحوثة سيسمحون بذلك. لأنه و ببساطة سوف يتم حرمانهم من مصدر مدر للأرباح وهو يمن نت وشركات الاتصالات والهاتف النقال. وهي كذلك تكسر كل القيود التي يفرضونها وكل ادوات الرقابة والتجسس التي يقومون بها عبر شركات الانترنت والهاتف النقال التابعة لهم.
ولذا ستجدون أن أكثر من سوف يبث الشائعات لمهاجمة ستارلينك هم الحوثة والذباب الإلكتروني التابع لهم.
أما إيلون ماسك فهو رأسمالي بامتياز. هو لا يغريه اليمن تحديدا بقدر ما يغريه ان يكسر الحدود ويربح من مئات الملايين من البشر حول العالم ويرى ان لديه فرصة تجارية كبيرة في تقديم خدمة انترنت سريعة جدا في دول نامية ودول فقيرة لا توجد بها بنية تحتية متكاملة.
ولكن هو ايضا مهتم بالتوسع في اوروبا وامريكا واستراليا والدول المتقدمة. ايلون ماسك وجميع شركاته تسعى للسيطرة الرأسمالية على المعلومة. تسلا للسيارات تجمع معلومات. منصة اكس تجمع معلومات. وكذلك ستارلينك.
انت ما دام تستخدم هاتف ولديك تطبيقات فأنت مصدر معلومات منذ اليوم الاول وستارلينك ليست استثناء.
وتأكد ان تلفونك الذي بيدك يجمع عنك معلومات اكثر بكثير مما سوف تجمعه عنك خدمة ستارلينك للانترنت.