مقالات

وصف المؤرخ با مخرمة لدثينة وأهلها

كتب : أبو زين ناصر الوليدي

قال الطيب با مخرمة المتوفي سنة ٩٤٧هـ في كتابه(النسبة إلى المواضع والبلدان) ص٢٦٨:

*{الدثيني:* نسبة إلى دثينة… صقع معروف باليمن بناحية أبين… وهي بلاد متسعة، في كل بقعة منها قبيلة منقطة لا تطيع غيرها، والعداوة بينهم قائمة، والصلح قد يقع بينهم في بعض الأحيان، وقاعدتها قرية كبيرة تسمى الحافة، وسلاطينها الهياثم، وكان مقدمهم آل قاحل، واليوم المتقدم فيهم حيدرة بن مسعود وولده محمد لا أسعدهما الله، أبادوا الناس شرا، طغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، عجل الله الانتقام منهم بحوله وقوته.
قال القاضي مسعود : وزعم المنجمون أن طالعها العقرب، والمريخ صاحبها، فلهذا كان الشر ضد الصلاح غالباً عليهم، ويقال إنها من المحرومات الأربع في اليمن وهي: تعز والمعافر وصعدة ودثينة، والمقدسات الأربع باليمن، الجند والكثيب الأبيض وزبيد وصنعاء، انتهى ما ذكره القاضي.
وينسب إليها جماعة من أهل اليمن.
قال الحافظ : ولعل عروة بن غزية الدثيني منهم روى عن الضحاك بن فيروز ذكره سيف في الفتوح. انتهى}
….
انتهى كلام بامخرمة رحمه الله
ولي عليه تعليقات:
* العلامة بامخرمة من كبار مؤرخي عدن وفقهائها ومحدثيها الذين ظهروا  في القرنين التاسع والعاشر الهجري وله مؤلفات جليلة، منها ، قلادة النحر ، تاريخ ثغر عدن ، النسبة للمواضيع والبلدان.

* كان العلامة بامخرمة بحكم أنه من أهل عدن ومن محبي الدولتين الرسولية الطاهرية  كان من المعادين لدثينة المناوئين لأهلها ولعلك أخي الكريم تجد ذلك في حروفه أعلاه.

* قرية الحافة المذكورة في النص أعلاه لا تزال تحتفظ باسمها هذا إلى اليوم، وتتبع اليوم مديرية لودر ويسكنها اليوم الهاشميون، ولا تزال آثار قلعتها باقية إلى اليوم

* قبيلة الهياثم التي تحكم دثينة في تلك الفترة قبيلة نخعية علهية، وقد سقطت دثينة في زمانهم بيد القاسميين الزيود عند الزحف الزيدي على جنوب اليمن بعد خروج العثمانيين، وعند وصولهم إلى دثينة فإنهم فتكوا بأهلها ودمروا عاصمتها الحافة فتفرق الهياثم في كل مكان، ولم يبق منهم في دثينة إلا القليل ولهم بقية إلى اليوم، أما الأكثر فقد نزحوا إلى عدة أماكن ولا يزالون فيها إلى اليوم، منهم من نزح إلى لحج وبعضهم إلى أبين وبعضهم إلى مرخة وبعضهم إلى وادي الدواسر وبعضهم إلى ظفار.
* يترجح عندي أن أهل قاحل المذكورين في كلام ابن مخرمة أنهم قبيلة القاحلي المنسوبة اليوم في النسيين من بني هلال شبوة، وإلا في الأصل أنهم كانوا مشايخ دثينة.

*  ظهر في كلام العلامة با مخرمة شدة حنقه على دثينة ووصفهم بالشر والطغيان والفساد وجعلهم من أهل الافساد ومن المحرومين.
* ويبدو أن بامخرمة كتب ذلك وهو يستحضر حروب دثينة للدولتين الرسولية والطاهرية، والتي أنهكت الدولتين، وكان لأهل دثينة أيضا حروب في عدن ومحيطها.
* وقد كان لأهل دثينة أيضا موجات ثلاث لغزو لحج.
– هجوم جعفر الجحفلي عام ٧٩٦هج
– هجوم جعفر الهيثمي عام ٨٣٤ هج
– واحراقهم لمدينة الرعارع والميبه بحجة ثمن الخيول.
* هجوم قبائل دثينة آل أيوب والهياثم ٨٧٠ هج على الميبة.
* وكانت مدينة الرعارع عاصمة منطقة لحج حتى عزتها جيوش دثينة بهدف التصدي للعثمانيين وبدعوة من الطاهريين ثم حصل خلاف بين جيش دثينة والطاهريين جعل جيش دثينة يهجم على الرعارع ويسوي بها الأرض ويدمرها كل مدمر ومن ثم نزح أهلها إلى الحوطة لتصبح عاصمة لحج إلى اليوم.

* الأيوبيون المذكورون في هجوم دثينة على لحج هي قبيلة دثنية علهية كانت في دثينة حتى مطلع القرن الحادي عشر الهجري عند سيطرة القاسميين الزيود على الحافة ومن ثم نزحوا إلى البيضاء وهم اليوم ضمن قبائل (بنير) ويقال لهم اليوم ( اليوبي).
* وبنير في الأصل هو (بني أرض) وهو بني أرض بن كنانة بن مسلية بن عامر بن عمرو بن علة. ..
* وجد بنير عامر بن عمرو هو أخو النخع بن عمرو بن علة، بما يعني أن بنير والنخع يلتقون في جدهم عمرو بن علة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار