عدن على أعتاب ظلام شامل.. الكهرباء تنهار وسط صمت
شمسان بوست / خاص:
تواجه مدينة عدن وضع كهربائي كارثي يزداد تفاقمها مع مرور كل يوم، بعدما خرجت عدد من محطات التوليد الحيوية عن الخدمة نتيجة نفاد الوقود، وسط صمت مطبق من مؤسسة الكهرباء، التي لم تصدر حتى الآن أي توضيح رسمي بشأن ما يحدث.
وفي ظل تصاعد حالة الاستياء الشعبي، كشف الصحفي رعد الريمي _ المعروف بانتقاداته لغياب الشفافية في أداء المؤسسة _ عن حصوله على تصريح رسمي من مدير عام مؤسسة كهرباء عدن، المهندس سالم الوليدي، تناول فيه تفاصيل الأزمة وأسبابها المباشرة.
أسباب الأزمة: توقف وضخ ونفاد
وقال الوليدي إن منظومة الكهرباء في عدن تمر بمرحلة حرجة وخطرة، موضحًا النقاط التالية:
1. توقف ضخ النفط الخام من خزان صافر، مما أدى إلى شلّ بعض المحطات التي تعتمد عليه في التوليد.
2. نفاد مخزون المازوت (الوقود الثقيل)، ما تسبب بتوقف كامل لمحطة الحسوة، إحدى أهم وأكبر المحطات في المدينة.
3. نضوب مادة الديزل في محطات أخرى، ما ضاعف من فترات الانقطاع وأربك برامج التوزيع.
4. فرض تقنين قاسٍ في عملية التوليد والتوزيع، في محاولة يائسة لإبقاء أجزاء من المدينة في نطاق الخدمة لفترات متقطعة.
جهود إنقاذ متأخرة
وأشار الوليدي إلى أن المؤسسة تواصل جهودها للتنسيق مع الجهات الحكومية والتحالف العربي من أجل توفير شحنات وقود عاجلة، محذرًا من أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى انهيار تام لمنظومة الكهرباء في عدن.
واقع مؤلم يتكرر كل صيف
وتعيش عدن منذ سنوات على وقع أزمات كهرباء مزمنة تتجدد مع كل صيف، وسط غياب أي حلول استراتيجية، واعتماد دائم على معالجات مؤقتة لا تصمد طويلًا. ويزيد من تعقيد الموقف ضعف الدعم الحكومي، وتأخر وصول الوقود، ما يضاعف معاناة السكان الذين يواجهون صيفًا لاهبًا بلا كهرباء ولا خدمات.