معركة في البحر الأحمر؟ تحذيرات دولية من تصعيد الحوثيين وسط صراع إيران وإسرائيل
شمسان بوست / خاص:
حذّرت شركة “ساري جلوبال” (SARI Global)، المختصة بتحليل المخاطر الجيوسياسية، من تفاقم تهديدات الملاحة البحرية في البحر الأحمر نتيجة التصعيد الأخير الذي تنفذه جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، وذلك بالتزامن مع تصاعد النزاع العسكري بين إيران وإسرائيل، وما يشكله من توتر إقليمي متزايد قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل مجددًا.
وأفاد تقرير حديث صادر عن الشركة أن التحركات الأخيرة في البحر الأحمر قد تؤدي إلى فرض قيود جديدة على خطوط الشحن العالمية، وهو ما من شأنه التأثير على حركة التجارة الدولية، خاصة إذا قررت واشنطن استئناف ضرباتها العسكرية ضد الجماعة بعد توقف مؤقت بدأ منذ السادس من مايو/أيار الماضي، في أعقاب تفاهم غير معلن لوقف الهجمات المتبادلة.
وأشار التقرير إلى أن الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وعلى رأسها ميناء الحديدة، قد تتعرض لأضرار جسيمة في حال عودة العمليات العسكرية الأمريكية، وهو ما ينذر بشلل شبه كامل في واردات الوقود والإمدادات الإنسانية، في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأضافت “ساري جلوبال” أن أي استهداف مباشر لتلك البنية التحتية أو إغلاق الموانئ سيضاعف من معاناة المدنيين، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل مزيدًا من الضغوط أو الانقطاعات في سلاسل الإمداد.
ويأتي هذا التحذير في ظل اشتعال المواجهة العسكرية بين طهران وتل أبيب منذ 14 يونيو/حزيران 2025، عقب سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية وعلمية في إيران، ردّت عليها الأخيرة بهجمات صاروخية على أهداف إسرائيلية، خلفت أكثر من 600 قتيل في الجانب الإيراني و24 قتيلًا في إسرائيل، وفق التقارير الرسمية.
وتبقى مواقف الولايات المتحدة غامضة حتى اللحظة، إذ يروّج الرئيس السابق دونالد ترامب لفكرة الحل الدبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني، لكنه لم يستبعد إمكانية الانخراط عسكريًا في حال تطورت الأوضاع بشكل أوسع.
وتخشى دوائر المراقبة الدولية من أن أي تصعيد إضافي في البحر الأحمر قد يخرج الأوضاع عن السيطرة، ويعرّض الملاحة الدولية لاضطرابات كبرى، تنعكس على الأمن الغذائي والاقتصادي لدول المنطقة والعالم.