فضيحة “نوتيكا”.. هل سلّمت الأمم المتحدة ناقلة النفط للحوثيين؟
شمسان بوست / خاص:
نأت الأمم المتحدة بنفسها عن أي مسؤولية تتعلق بعمليات نقل الوقود من وإلى ناقلة النفط العملاقة “نوتيكا”، التي أعادت جماعة الحوثي تسميتها لاحقًا إلى “يمن”، مؤكدة أن السفينة مملوكة بالكامل لشركة صافر الحكومية اليمنية، وليس لها أي علاقة بإدارتها أو تشغيلها.
وأوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أن “نوتيكا – يمن” تخضع لملكية شركة صافر لاستكشاف وإنتاج النفط، وهي شركة وطنية يمنية، مشددًا على أن البرنامج لا يملك السفينة ولا يتحكم في كيفية استخدامها.
وأكد متحدث باسم البرنامج لصحيفة الشرق الأوسط أن الأمم المتحدة أبدت اعتراضها الشديد على عمليات نقل وقود الديزل التي تمت إلى ومن السفينة، وأبلغت شركة صافر بذلك شفويًا وخطيًا، مطالبة بوقف تلك العمليات على الفور.
اتهامات حوثية واستغلال السفينة
في المقابل، وجّه مسؤولون في الحكومة اليمنية وخبراء بيئيون انتقادات حادة للأمم المتحدة، متهمين إياها بتسليم الناقلة “نوتيكا” للحوثيين عقب الانتهاء من عملية نقل النفط من الناقلة القديمة “صافر”.
وزعم هؤلاء أن الجماعة الحوثية استغلت السفينة لاحقًا في تهريب وتخزين النفط الإيراني، إلى جانب استيلائها على الشحنة الأصلية التي نُقلت من “صافر”.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن الحوثيين يستخدمون الناقلة لتخزين النفط الإيراني، واصفًا ذلك بـ”الاستغلال الفاضح” للموارد والمعدات التي قدمتها الأمم المتحدة ضمن مشروع منع كارثة بيئية في البحر الأحمر. وأكد الإرياني أن الحكومة اليمنية تعتزم اتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية، من بينها مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل في هذه القضية.
تحذير بيئي وتوقف المشروع
من جانبه، صرّح الدكتور عبد القادر الخراز، أستاذ تقييم الأثر البيئي بجامعة الحديدة، أن الحوثيين سيطروا على السفينة مباشرة بعد نقل شحنة النفط إليها، وقاموا باستخدامها في تهريب النفط ثم غيّروا اسمها إلى “يمن”، معتبرًا أن الحلول التي طُرحت حينها “لم تنزع الخطر، بل أبقت السفينة أداة تهديد بيد الحوثيين”.
وكانت الأمم المتحدة قد نجحت في أغسطس 2023 في تنفيذ المرحلة الأولى من خطة طوارئ بيئية تمثلت في نقل أكثر من 1.14 مليون برميل من النفط الخام من السفينة المتهالكة “صافر” إلى الناقلة البديلة “نوتيكا”، وذلك لتفادي وقوع تسرب كارثي في البحر الأحمر. وقد وُصفت العملية آنذاك بأنها إنجاز مهم في سبيل حماية البيئة البحرية.
لكن المرحلة الثانية من المشروع، والتي شملت سحب وتفكيك الناقلة “صافر”، توقفت في ديسمبر 2023، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر نتيجة تصاعد الهجمات الحوثية على السفن والملاحة الدولية، وهو ما وصفه البرنامج بـ”البيئة التشغيلية غير الآمنة”.
الأمم المتحدة توضح موقفها
أكد متحدث برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن البرنامج لا علم له بمصدر أو وجهة السفن التي شاركت في عمليات نقل الوقود، لافتًا إلى أن هذه العمليات تمت بالكامل عبر شركة صافر، دون أي تنسيق أو موافقة من جانب الأمم المتحدة. وأضاف: “أُبلغنا بعدة عمليات لنقل وقود الديزل من وإلى السفينة (نوتيكا – يمن)، واعترضنا عليها بشدة وأبلغنا الشركة بوقفها فورًا”.