9 أغسطس… يوم الشعوب الأصلية(بين الاضطهاد والتهجير)
مقال / أ. عوض المجعلي:
في التاسع من أغسطس من كل عام، يحيي العالم ذكرى الشعوب الأصلية التي عاشت على أراضيها منذ فجر التاريخ. ذكرى تحمل في طياتها تذكيرًا بصفحات مؤلمة من التهجير والاستبعاد وإعادة رسم الخرائط السكانية، كما حدث في أمريكا وأستراليا، وما زالت تتكرر حتى اليوم في أماكن عدة، من الصين إلى فلسطين.
إن دوافع التهجير متعددة:
دينية: تُستَخدم لتبرير الإبادة أو الطرد.
اقتصادية: هدفها نهب الثروات والسيطرة على الموارد.
استراتيجية أو سياحية: للاستحواذ على مواقع ذات أهمية خاصة.
فعندما تحرك الغرب نحو القارة الأمريكية، حمل معه حلم “أرض الفرص”، لكنه أفرغ الأرض من سكانها الأصليين، الهنود الحمر. واليوم، يتكرر المشهد في فلسطين، حيث هُجّر الفلسطينيون العرب، وجُلب اليهود من شتى أصقاع الأرض تحت لافتة “أرض الميعاد”، وعلى أساس ديني صهيوني، أُقيمت دولة اغتصبت الأرض، لكنها تواجه اليوم مقاومة لا تلين وإرادة لا تنكسر.
وقد عبّر الدكتور سلمان العودة — فك الله أسره — عن هذه الحقيقة بقوله:
> (يا آل إسرائيل، لا يأخذكم الغرور… عقارب الساعة إن توقفت، لابد أن تدور. هزمتم الجيوش، لكنكم لن تهزموا الشعور… قطعتم الأشجار من رؤوسها، وظلت الجذورللحزن اولاد سيكبرون، برغم الحزن الطويل الحارات الأرض والابوب الاولاد سيكبرون )
إن أطفال الحجارة الذين تحدوا الرصاص بالأمس صغارا ، أصبحوا اليوم جيشًا من الأحرار، يواجهون آلة الحرب على مشارف غزة بكل ما أوتوا من عزيمة. العدو يريد قتل الروح، لكن الروح باقية. يريد محو الشعب، لكن الجذور عميقة، والأرض تعرف أصحابها.
في هذا اليوم، ونحن نحيي ذكرى الشعوب الأصلية، نقول:
غزة وفلسطين لهما رب يحميهما، وشباب يروون ترابها بدمائهم، ويمكروا اليهود ويمكر الله، والله خير الماكرين.