أخبار محلية

الفقر يجبر نساء في اليمن على التسول لإطعام أسرهن

واتساب انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

وسط ظروف معيشية صعبة وانعدام فرص العمل، تواجه نساء اليمن تحديات قاسية تجعل من التسوّل خيار حتمي لكثير منهن لتأمين لقمة العيش لأطفالهن. الفقر في البلاد لم يعد مجرد أزمة اقتصادية، بل تحوّل إلى مأساة إنسانية تتجلى في مشهد آلاف الأسر التي تجوب الشوارع بحثاً عن الطعام.

النساء على واجهة الأزمة

تشكل النساء الفئة الأكثر هشاشة، إذ باتت كثيرات منهن معيلات لأسرهن في ظل انعدام الدخل وتراجع فرص العمل. وتشير إحصاءات حديثة إلى أن نحو ربع الأسر النازحة في اليمن تعيلها نساء، فيما يشكل النساء والأطفال حوالي ثلاثة أرباع إجمالي النازحين. كما تراجعت فرص العمل للنساء بنسبة تفوق ضعف ما هو متاح للرجال، ما يعزز هشاشتهن الاقتصادية.

ويشير مراقبون إلى أن انعدام الرواتب وتعطل المشاريع الاقتصادية وتقليص برامج الدعم الدولي أدى إلى زيادة أعداد النساء اللواتي يواجهن خيارًا قاسيًا بين التسوّل أو الجوع.

نسب مرتفعة للتسول

كشف تقرير حديث أن نحو 10% من الأسر لجأت إلى التسوّل لتلبية احتياجاتها الغذائية خلال يوليو 2025، مع تسجيل نسب أعلى في بعض المحافظات. واعتمدت الكثير من الأسر على استراتيجيات قاسية مثل تقليص عدد الوجبات اليومية أو البحث عن بدائل طارئة لتأمين الغذاء، حيث بلغت نسبة الأسر التي تعولها نساء حوالي 58%، مقابل 42% للأسر التي يعولها رجال.

ورغم ثبات تكلفة سلة الغذاء، فقد تراجعت القدرة الشرائية للأسر بشكل كبير بسبب فقدان مصادر الدخل وارتفاع الأسعار، ما جعل تلبية الاحتياجات الأساسية شبه مستحيلة.

تداعيات الدعم المحدود

توقّف مشاريع التمكين الاقتصادي وتقليص النشاط الإغاثي الدولي فاقم الأزمة، مضاعفًا معاناة الأسر الأكثر فقراً. ومع توقف الدعم، وجدت العديد من النساء أنفسهن أمام خيارين: التسوّل أو مواجهة الجوع، فيما تبقى الدعوات موجهة إلى المجتمع الدولي لمضاعفة الدعم الإنساني والإغاثي.

ويؤكد مراقبون أن الحل الجذري لأزمة الفقر والتسوّل يرتبط باستعادة استقرار الدولة، وضمان دفع الرواتب وتوفير فرص العمل وتحسين سبل العيش للأسر اليمنية، خصوصًا النساء المعيلات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار