رغم امتلاكه 149 مليار دولار.. ملياردير يرفض استبدال سيارته القديمة ومنزله منذ الخمسينيات
شمسان بوست / متابعات:
يُعتبر الملياردير وارن بافيت، رئيس مجلس إدارة شركة بيركشاير هاثاواي وأحد أغنى رجال العالم بثروة تتجاوز 149 مليار دولار حسب مؤشر بلومبيرغ للميارديرات مثالًا فريدًا على البساطة في عالم يميل إلى المظاهر والترف.
ورغم قدرته على شراء أسطول كامل من السيارات الفاخرة بمجرد قرار واحد، فإنه لا يزال يقود سيارة عمرها أكثر من 11عاماً (موديل 2014)، رافضاً فكرة التبديل أو التحديث.
في مقابلة حديثة، أوضح بافيت سبب تمسكه بسيارته القديمة، وكان السبب بعيداً كل البعد عن المال أو الإمكانيات المادية. بالنسبة له، القضية تتعلق بالوقت أكثر من أي شيء آخر.
يقول بافيت:”لن أُضيّع وقتي في تغيير شيء لا يحتاج إلى تغيير. السيارة الحالية تعمل بشكل جيد وتلبي احتياجاتي بالكامل.”
وكشف بافيت أنه لا يقود كثيراً، إذ يقطع حوالي 3500 ميل فقط في السنة، أي ما يعادل المسافة التي يقطعها معظم الناس خلال بضعة أشهر. لذلك، يعتقد أن استبدال سيارته مضيعة للوقت والمال.
وحتى الخدوش أو التلف الطفيف الناتج عن الأمطار أو البَرَد لا يزعجه، بل يعتبر أن السيارة ما دامت آمنة وقادرة على أداء وظيفتها، فهي جيدة بما يكفي.
ويبلغ عمر بافيت اليوم 94 عاماً، وهو يدرك أن وقته على الأرض أثمن ما يملكه، والوقت الذي يمكن أن يقضيه في دراسة استثمارات جديدة، أو قراءة كتاب مفيد، أو حتى الجلوس مع عائلته وأصدقائه، أهم بكثير من أن يُهدر في صالات عرض السيارات لاختيار موديل جديد.
وعلى عكس كثير من المليارديرات الذين يسعون وراء السيارات الخارقة واليخوت الخاصة والطائرات الفارهة، يركز بافيت على إدارة وقته بما يخدم أهدافه الأكبر، والاستثمار طويل الأمد والحفاظ على نمط حياة بسيط يمنحه راحة البال.
واختيارات بافيت ليست مجرد عادات شخصية كما تبدو، بل تعكس فلسفته الاستثمارية أيضاً. فهو يشتهر بشراء الأصول والشركات ذات الجودة العالية والاحتفاظ بها لسنوات طويلة، بدلاً من اللهاث وراء المكاسب السريعة. وهذا بالضبط ما يطبقه في حياته اليومية: “إذا كان الشيء جيدًا، احتفظ به ولا تبحث عن بديل بلا داعٍ.”
هذه الفلسفة تنسجم مع مواقف أخرى لبافيت، مثل العيش في نفس المنزل المتواضع الذي اشتراه منذ خمسينيات القرن الماضي في أوماها، نيبراسكا، ورفضه المظاهر المبالغ فيها. فبالنسبة له، القيمة الحقيقية ليست في التفاخر بما يملك، وإنما في البساطة والرضا بما يكفي.