أخبار محلية

غيابه ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي الجنوبي.. .. تفاعل واسع مع الحديث عن أحمد الميسري (تقرير)

واتساب انضم إلى قناتنا على واتساب

تقرير  / عين عدن:

تشهد الساحة الجنوبية موجة انتقادات متصاعدة للواقع السياسي والإداري، مع تزايد الحديث عن تفشي الفساد وغياب الكفاءات الوطنية. وفي هذا السياق، أعادت تصريحات سياسية حديثة تسليط الضوء على تجربة القائد أحمد الميسري، الذي يُنظر إليه كنموذج للقيادة النزيهة التي خسرها الجنوب، بعد أن كان يمثل حالة من الالتزام والمسؤولية في إدارة شؤون الدولة، مقابل صعود شخصيات متهمة بتحويل المناصب العامة إلى وسيلة للثراء والنفوذ الشخصي.

نزاهة الميسري وعدم مناطقيته
 
وفي هذا الإطار، قال الناشط عبدربه العولقي، إن القائد الميسري كان من أبرز القيادات التي خسرها الجنوبيون بسبب ما وصفه بـ”سذاجتهم وغبائهم”، موضحًا أن تصديقهم لبعض الشخصيات التي ظهرت لاحقًا وتحولت إلى رموز للفساد كان من الأسباب الرئيسية لفقدان الجنوب لمثل هذه الكفاءات. وأشار إلى أن الميسري شغل على مدار أكثر من 30 عامًا مناصب رفيعة، بينها محافظ عدن ونائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، وتميّز بنزاهته وعدم استغلاله لمنصبه في التربح أو تملك الأراضي، مؤكدًا أنه كان يرقّي الكفاءات الجنوبية بعيدًا عن الانتماءات والمناطقية.
 
مسؤولون غارقون في الفساد
 
وأضاف عبدربه العولقي، أن الميسري وعددًا من القيادات الجنوبية مثل أبو مشعل الكازمي وأبو اليمامة وعبداللطيف السيد وصالح الجبواني عُرفوا بنظافة أيديهم، قبل أن يظهر جيل جديد من المسؤولين غارق في الفساد. ولفت إلى أنه تذكّر تلك المرحلة حين شاهد المساحة الضخمة التي يمتلكها زوج ابنة أحد المسؤولين في جزيرة العمال، والتي تبلغ 64 ألف متر مربع، معتبرًا أن ما خفي أعظم، وأن ما يجري من نهب للأراضي والثروات بات واضحًا للجميع.

نموذج مختلف في إدارة المسؤولية
 
واعتبر الناشط عبدالكريم باحاج، أن ما قاله يعكس شعورًا عامًا بالإحباط من واقع مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن الميسري كان يمثل نموذجًا مختلفًا في إدارة المسؤولية، فيما رأى الصحفي محمد ناصر أن غياب مثل هذه القيادات كان أحد أبرز أسباب توسع الفساد وتراجع الأداء الحكومي في الجنوب. وقال الناشط الإعلامي علي العولقي، إن الفساد لم يعد خافيًا على أحد، مشيرًا إلى أن ما يجري من استحواذ على الأراضي والثروات يؤكد انهيار منظومة القيم والمحاسبة. 

إعادة الاعتبار للقيادات النزيهة
 
ودعا الصحفي وضاح المحوري، إلى إعادة الاعتبار للقيادات التي قدمت نموذجًا نزيهًا في العمل العام، وفتح ملفات الفساد أمام الرأي العام، بينما أكد الإعلامي سالم باعوضة أن الميسري كان من القادة القلائل الذين حافظوا على نزاهتهم رغم المناصب التي تقلّدوها، مشيرًا إلى أن غيابه ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي الجنوبي. فيما اعتبر الصحفي نزار اليافعي أن حديث العولقي يعكس إحباط الشارع من تفشي الفساد وغياب الشفافية، مطالبًا بفتح تحقيقات جادة حول قضايا تملك الأراضي والعقارات في عدن والمناطق المجاورة

تذكير بمعايير القيادة الحقيقية
 
ورأى الناشط فهد الحالمي، أن الإشادة بالميسري ليست مجرد حنين للماضي، بل تذكير بمعايير القيادة الحقيقية التي افتقدها الجنوب في الوقت الحالي، مضيفًا أن ما يحدث اليوم من تجاوزات في المؤسسات العامة يمثل انحرافًا عن قيم العمل الوطني،  بينما دعا الأكاديمي محسن السقاف، إلى استخلاص الدروس من تجربة الميسري وغيره من القيادات النزيهة، معتبرًا أن استعادة الثقة بين المواطن والمسؤول تبدأ من محاسبة المتورطين في الفساد واستبدالهم بقيادات مؤهلة وشفافة.

الجنوب يعيش فراغًا قياديًا
 
وقال الكاتب والباحث السياسي مازن العبدلي إن الحديث عن الميسري ليس مجرد دفاع عن شخص، بل تذكير بمرحلة كانت فيها المسؤولية تحمل معنى وضمير، على حد وصفه، بينما  أشار الصحفي نبيل الدياني إلى أن ما يحدث اليوم من تجاوزات وفساد يؤكد أن الجنوب يعيش فراغًا قياديًا واضحًا منذ غياب تلك الكفاءات. واعتبر الناشط الحقوقي سامي باوزير، أن الإشارة إلى الميسري جاءت في وقت حساس يعاني فيه المواطن من تدهور الخدمات وغياب العدالة، داعيًا إلى مراجعة شاملة لطبيعة القيادات الحالية. 

من القلة التي حافظت على مبادئها
 
وتفاعل رواد مواقع التواصل بإشادة واسعة مع ذكر القائد أحمد الميسري، مؤكدين أنه أحد القادة الذين تركوا بصمة واضحة في العمل العام بفضل نزاهته وحرصه على خدمة الناس دون تمييز. وأشاد ناشطون بمواقفه الوطنية وابتعاده عن الفساد واستغلال النفوذ، معتبرين أنه كان من القلة التي حافظت على مبادئها في زمن تغلّب فيه المصالح الشخصية. وتداول مغردون وكتاب عبارات وصورًا توثق مسيرته، مشيرين إلى أن الجنوب بحاجة إلى قيادات تمتلك ذات الروح والمسؤولية التي تحلّى بها الميسري خلال فترة عمله في مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار