شاب يمني يضحي بنصف كبده لإنقاذ حياة غني… ويُترك وحيدًا دون علاج!
شمسان بوست / خاص:
شهدت محافظة إب واحدة من أكثر المآسي الإنسانية إيلاماً، تكشف حجم الاستغلال والخذلان الذي قد يطال الفقراء في اليمن. شاب فقير من أبناء مديرية حبيش، لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، ضحى بنصف كبده لإنقاذ حياة أحد أبناء أسرة ثرية، قبل أن يُترك وحيدًا، مريضًا ومنهكًا، دون أي رعاية أو دعم، بحسب ما روته الناشطة نجود علي على صفحتها في فيس بوك.
ووفق الرواية، استدرجت الأسرة الشاب العامل بالأجر اليومي بالكلمات المعسولة والوعود المبهجة، تضمنت قطعة أرض، تكاليف الزواج، وسفرًا إلى أمريكا، مقابل التبرع بجزء من كبده لإنقاذ المريض الذي يعاني من تليف الكبد، بعد أن رفض إخوته وأقاربه المساهمة.
بثقة وصدق، سافر الشاب مع الأسرة إلى مصر، حيث أجريت العملية بنجاح ونقل نصف كبده إلى المريض الذي تعافى لاحقًا. لكن الأسر رفضت الالتزام بتعليمات الأطباء بالبقاء تحت المراقبة لمدة ثلاثة أشهر، وعادت إلى اليمن بعد شهر واحد فقط، لتبدأ مرحلة جديدة من الإهمال والجحود.
فور العودة، تُرك الشاب وحيدًا يصارع الألم والتقيح، بينما تكفلت الأسرة بعلاج ابنها في أرقى المستشفيات الخاصة. وبقي الشاب معدماً، غير قادر على العمل، حتى أن تكاليف المواصلات للمستشفى شكلت عبئًا كبيرًا عليه.
ومع تعافيه جزئيًا، طالب الشاب الأسرة بالوفاء بوعودها، لكنه قوبل بالمماطلة، وتم تقديم ورقة التزام صورية لم تُنفذ حتى اليوم، رغم مرور ثلاث سنوات على العملية. وفي تصريح صادم، أعرب المريض عن عدم تقديره للتضحية، بينما زعم شقيقه أن الشاب حصل على “قصبة أرض” لا تتجاوز قيمتها 50 ألف ريال فقط، فيما تجاهل أحد أفراد الأسرة الرد تمامًا.
تحولت القضية إلى صرخة إنسانية على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة بمحاسبة الأسرة وإحقاق الحق للشاب المظلوم الذي ضحى بحياته لإنقاذ حياة آخر. وختمت الناشطة نجود علي منشورها قائلة:
“شاب فقير منح جزءاً من كبده لينقذ إنساناً من الموت… فجازوه بالجحود والخذلان. لا أرض، لا زواج، لا علاج، ولا كلمة وفاء واحدة. فهل يعقل أن يحدث هذا في بلد الحكمة والإيمان؟”