خبير اقتصادي يكشف: اليمن تعاني من ضعف الإدارة والرؤية وليس نقص الموارد
شمسان بوست / خاص:
أكد الاقتصادي اليمني البارز، الدكتور عبدالجليل شايف، أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها اليمن ليست نقص في الموارد، بل تكمن في ضعف الإدارة وغياب الرؤية الاستراتيجية، موضح أن اليمن يمتلك كافة مقومات الازدهار ولكنه يُدار بعشوائية، مع غياب المؤسسات والحوكمة الرشيدة.
في محاضرة ألقاها بجامعة كامبريدج باللغة الإنجليزية، والتي تُرجمت لاحقًا إلى العربية، قال الدكتور شايف إن اليمن يقع في موقع استراتيجي حيوي على أحد أهم الممرات البحرية في العالم، كما أن البلاد تملك ثروات طبيعية ضخمة من النفط والغاز والمعادن، بالإضافة إلى الأراضي الزراعية الخصبة والشعب الطموح. ومع ذلك، فإنها غارقة في أزمات نتيجة سوء التخطيط وغياب الدولة المؤسسية.
وأوضح الدكتور شايف أن مؤسسات الدولة تدار بمنطق الولاء وليس الكفاءة، وأن المال العام يُهدر في نفقات غير مبررة، تشمل آلاف المناصب الشكلية والمعاشات التي لا تمثل أي قيمة حقيقية. كما أشار إلى أن الإنفاق الحكومي يوجه أحيانًا إلى سفريات ومؤتمرات خارجية غير مجدية، بالإضافة إلى ما وصفه بـ”دبلوماسية الترف” التي تستهلك موارد الدولة بدلاً من تحقيق عوائد لها، بينما يعيش المواطنون في فقر متزايد وسط تدهور الخدمات الأساسية.
وأكد أن الثقة بين المواطنين ومؤسسات الحكم تتآكل يوماً بعد يوم، حيث أصبحت السلطة غاية في حد ذاتها بدل أن تكون وسيلة لتحقيق البناء والتنمية. وأوضح أن اليمن بحاجة إلى إصلاح مؤسسي شامل وليس مجرد تغيير في الوجوه، بحيث يتم إعادة الاعتبار للكفاءة والعقلانية والشفافية، وتوجيه الإنفاق لخدمة المواطنين بدلاً من إرضاء النخب الحاكمة.
وفي ختام حديثه، أشار الدكتور شايف إلى أن الأمم لا تُبنى بما تملك من ثروات، بل بكيفية إدارتها وتوظيف هذه الثروات بشكل يحقق التنمية المستدامة.