معهد بريطاني يحذر من احتمالية تجدد الهجمات بين إسرائيل والحوثيين

شمسان بوست / متابعات:
كشف تحليل صادر عن معهد “تشاتام هاوس” البريطاني للدراسات أن احتمالات تجدد المواجهات بين إسرائيل وجماعة الحوثي لا تزال قائمة، رغم إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأوضح المعهد أن الحوثيين، رغم إظهارهم ميلاً نحو التهدئة، قد لا يلتزمون بها إذا استمرت إسرائيل في حملتها ضد الجماعات المرتبطة بإيران ضمن ما يُعرف بـ“محور المقاومة”، مشيرًا إلى أن تداعيات اتفاق وقف النار في غزة تمتد إلى أبعاد استراتيجية أوسع في الشرق الأوسط، وتنعكس بشكل مباشر على العلاقة بين إسرائيل والحوثيين.
وبحسب التقرير، فإن الحوثيين قد يحاولون تقليل التصعيد، غير أن إسرائيل “من غير المرجح أن توقف عملياتها الهادفة إلى منع الجماعة من التحول إلى تهديد مشابه لحزب الله في المنطقة”.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أن سلطنة عُمان بدأت تحركات دبلوماسية مكثفة لإحياء المفاوضات بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية، في مسعى لتجنب تصعيد عسكري جديد. ونقل موقع Yemen Monitor عن مصادر مطلعة أن مسقط، بالتعاون مع مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، أجرت اتصالات مع الطرفين منتصف الأسبوع الجاري لإعادة تفعيل الاتفاقات السابقة ودفعها نحو التنفيذ.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين في صنعاء ينظرون إلى هذه التحركات كفرصة لانتزاع مكاسب سياسية واقتصادية من الرياض وواشنطن، من شأنها تحسين وضعهم المالي والتخفيف من حدة السخط الشعبي الداخلي بعد وقف إطلاق النار في غزة.
ومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، تبنى الحوثيون سياسة التصعيد عبر تنفيذ هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة ضد إسرائيل واستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تحت شعار دعم القضية الفلسطينية. في المقابل، ردّت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية التي طالت مواقع تابعة للجماعة وأدت إلى مقتل عدد من قياداتها.
ويرى مراقبون أن الضغوط الاقتصادية والشعبية التي تواجه الحوثيين اليوم تدفعهم إلى الحذر في الرد العسكري، في الوقت الذي يحاولون فيه استثمار الوضع الإقليمي للمساومة على العودة إلى خارطة الطريق التي جرى التوصل إليها سابقًا بوساطة عُمانية مع السعودية، أملاً في تحقيق مكاسب جديدة تخفف من أزماتهم المتفاقمة.



