الجفري يحذر من تحريف الدين في الصراعات السياسية ويصفه بـ«الانحراف الخطير»

شمسان بوست / خاص:
نبّه العلامة والداعية الإسلامي علي الجفري إلى المخاطر الكبيرة المترتبة على توظيف النصوص الدينية والأحكام الشرعية في النزاعات السياسية الدائرة، مؤكدًا أن هذا المسلك يُعد انحرافًا خطيرا عن مقاصد الشريعة، ويشوّه جوهر الدين الذي جاء لحفظ الدماء وصيانة المجتمعات لا لإشعال الصراعات.
وأوضح الجفري أن الزج بالمفاهيم الدينية في الخلافات السياسية، ومحاولة إلباس مشاريع سياسية قسرية صفة «وحدة الصف» التي دعا إليها الإسلام، يُمثل تحريفًا لمعاني النصوص الشرعية، خصوصًا عندما تُستغل تلك المفاهيم لتبرير القتال أو إضفاء صبغة دينية على العنف وسفك الدماء.
وأشار إلى أن تحويل الخلاف السياسي إلى مسألة عقدية، واتهام المخالفين في الرأي بالخروج عن الدين أو المساس بالعقيدة، يُعد تجاوزًا خطيرًا للضوابط الشرعية، ولا يستند إلى أسس علمية أو فقهية معتبرة، بل يُسهم في تعميق الانقسام وإذكاء الفتن داخل المجتمع.
وانتقد الجفري محاولات توصيف الصراع السياسي القائم على أنه «جهاد شرعي»، موضحًا أن الإسلام وإن كفل حق الدفاع عن النفس والأرض والعِرض، إلا أن هذا الحق لا يعني تلقائيًا منح الصراعات السياسية صفة الجهاد، ما لم تقم على أسس شرعية واضحة، محذرًا من استخدام هذا الوصف لتكريس العنف أو إقصاء الخصوم.
وأكد أن قضايا مثل استمرار الوحدة السياسية أو إعادة النظر فيها تظل مسائل اجتهادية تخضع لتقدير المصالح والمفاسد، ومراعاة الواقع ومتغيراته، ولا يمكن بحال من الأحوال إدراجها ضمن الثوابت الدينية أو أصول العقيدة، كما يحاول بعض الأطراف الترويج له.
ودعا الجفري في ختام حديثه إلى تحييد الشريعة عن التجاذبات السياسية، مؤكدًا أن الدين لم يُشرّع ليكون أداة صراع، بل إطارًا أخلاقيًا يهدي الناس إلى العدل والحكمة، محذرًا من أن الاستمرار في هذا النهج قد يؤدي إلى زعزعة ثقة الأجيال الشابة بالدين، ويفتح باب التشكيك والانفصال القيمي، وهو ما وصفه بالخطر الأكبر على المجتمعات.



