أدوية الأمراض المزمنة في اليمن تتحول من حق أساسي إلى سلعة باهظة

شمسان بوست / خاص:
يعاني المرضى المصابون بالأمراض المزمنة في اليمن من صعوبات متزايدة في الحصول على الأدوية اللازمة، إذ تختفي بعض الأصناف بشكل كامل بينما ترتفع أسعار أخرى بما يفوق القدرة الشرائية للمرضى.
وتقدم بعض المراكز الصحية الحكومية والعامة الأدوية بشكل مجاني عبر بطاقات علاجية، لكن توفر هذه الأدوية غير منتظم، مما يضطر المرضى للبحث عنها في الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة جداً. ويحتاج المريض العادي للحصول على أدويته الأساسية شهرياً إلى مبالغ كبيرة، تفوق كثيراً الإمكانات المعيشية لمعظم السكان.
ويشير الوضع في سوق الدواء إلى أن الإنتاج المحلي لا يغطي سوى نسبة ضئيلة من احتياجات السوق، إذ توجد بعض المصانع في مناطق محدودة، بينما تعتمد معظم البلاد على الاستيراد عبر شركات ووكلاء متعددين. ويؤدي نقص الاستيراد أو توقفه إلى اختفاء أصناف مهمة، أو ظهور أدوية رديئة، إضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه.
وبسبب التدهور الاقتصادي المستمر وانخفاض قيمة العملة المحلية، ارتفعت أسعار أدوية الأمراض المزمنة بنسبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة. كما تؤدي أحياناً الممارسات غير القانونية، مثل قيام بعض الأفراد بتسجيل أنفسهم كمرضى للحصول على الأدوية المجانية ثم بيعها للصيدليات، إلى حرمان المرضى الحقيقيين من العلاج.
جولة على صيدليات العاصمة والمحافظات تكشف عن ارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث قفزت أسعار أدوية السكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض العصبية والنفسية بما يزيد عن 30% مقارنة بالشهر السابق، فيما شهدت بعض الأصناف الأخرى ارتفاعاً يزيد عن 50%. ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها ارتفاع تكاليف النقل، تدهور سعر الصرف، الإتاوات والجبايات المالية على وكلاء الأدوية، وطمع بعض التجار.
كما يشير صيدليون إلى انتشار الأدوية المهربة والمغشوشة، بالإضافة إلى توقف استيراد الأصناف الأوروبية عالية الجودة نتيجة غلاء أسعارها، ما يجعل غالبية الأدوية المتاحة في السوق هي من الهند والدول العربية.
ويحول الوضع الحالي الدواء من كونه خدمة صحية أساسية إلى سلعة باهظة الثمن، مما يزيد معاناة المرضى ويجعل حياتهم معرضة للخطر، خاصة مع اعتماد الكثيرين على المساعدات المقدمة من بعض المنظمات الخيرية لتوفير أدويتهم الأساسية.



